أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ١٩٢
ذلك فروته له فصدق حينئذ والحديث في هذا ثابت (1).
وكذلك فعل عامر بن شريح بن هاني إذ سمع أبا هريرة يحدث بأن من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، فلم يصدق أبا هريرة بذلك حتى سأل عائشة فروته له وأفهمته المراد منه، والحديث في ذلك ثابت أيضا (2).
ولو أردنا استقصاء الموارد التي رد فيها السلف حديث أبي هريرة وأنكروا فيها عليه ابطال بنا الكلام، وهذا القدر كاف لما أردناه والحمد لله.
وناهيك تكذيب كل من عمر وعثمان وعلي وعائشة له، وقد تقرر بالاجماع تقديم الجرح على التعديل في مقام التعارض على أنه لا تعارض هنا قطعا فان العاطفة بمجردها لا تعارض تكذيب من كذبه من الأئمة.
أما أصالة العدالة في الصحابة فلا دليل عليها والصحابة لا يعرفونها ولو فرض صحتها فإنما يعمل على مقتضاها في مجهول الحال لا فيمن يكذبه عمر وعثمان وعلي وعائشة ولا فيمن قامت على جرحه أدلة الوجدان فإذا نحن من جرحه على يقين جازم.
* (سبوح لها منها عليها شواهد) * ونحن الامامية لنا في الصحابة رأي هو أوسط الآراء عقدنا لبيانه في أجوبة موسى جار الله فصلا مخصوصا (3) وعقدنا لتأييده فصلا آخر (4)

(1) أخرجه مسلم في باب فضل الصلاة على الجنائز واتباعها ص 349 والتي بعدها من الجزء الأول من صحيحه، واخرج الحاكم في ص 510 من الجزء الثالث من المستدرك نحوه.
(2) أخرجه مسلم ص 422 في باب: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه من الجزء الثاني من صحيحه.
(3) تجده في ص 11 وما بعدها إلى منتهى ص 15 من الأجوبة.
(4) تجده في ص 23 وما بعدها إلى ص 27 من الأجوبة أيضا.
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»