أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ١٨٨
يومئذ: من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار الحديث (1).
وهذا من الأدلة على أنه لم يكن ممن يحدث بحضرة عمر ولا ممن كان عمر يراهم أو يسمعهم يحدثون، وإنما بلغه حديثه من أفواه الناس فاتهمه به لغرابته فاستدعاه لينذره بالنار إذا كذب.
(ومنها): انه زجره مرة فقال له (2): لتتركن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله أو لألحقنك بأرض دوس أو بأرض القردة.
(ومنها): انه غضب عليه باكثاره على رسول الله (ص) فضربه بالدرة ردعا له وهو يوبخه بقوله (3): أكثرت يا أبا هريرة وأحر بك ان تكون كاذبا على رسول الله صلى الله عليه وآله.
(ومنها): انه عزله عن البحرين بعد أن ضربه فأدمى ظهره وانتزع منه عشرة آلاف لبيت المال ووبخه بكلام فظيع كما فصلنا آنفا (4).
(ومنها): انه ضربه على عهد النبي صلى الله عليه وآله ضربه خر بها لاسته (5).
(ومنها): ان عليا لما بلغه حديث أبي هريرة قال (6): ألا ان اكذب الناس أو قال: اكذب الاحياء على رسول الله صلى الله عليه وآله أبو هريرة الدوسي.
(ومنها): أنه بلغ عليا إن أبا هريرة يبتدئ بميامينه فقال (7) لأخالفن أبا هريرة.

(١) أخرجه مسدد في مسنده من طريق خالد بن يحيى عن أبيه عن أبي هريرة ونقله ابن حجر في ترجمة أبي هريرة من الإصابة.
(٢) فيما أخرجه ابن عساكر وهو الحديث ٤٨٨٥ في ص ٢٣٩ من الجزء الخامس من كنز العمال وتراه صريحا في امره بترك الحديث بالمرة.
(٣) فيما رواه الامام الإسكافي وقد مر عليك قريبا.
(٤) فراجع أحواله على عهد الخليفتين.
(٥) فيما أخرجه مسلم في ص ٣٤ من الجزء الأول من صحيحه.
(٦) فيما رواه أبو جعفر الإسكافي وقد مر عليك قريبا.
(٧) العمدة في هذه الرواية على ابن قتيبة في ص ٢٧ من تأويل مختلف الحديث.
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»