أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ١٩٠
لم يكن سمع ذلك من رسول الله وإنما سمعه من الفضل بن العباس وكن الفضل " حين أعتذر بهذا " ميتا (1).
" ومنها ": أن رجلين دخلا على عائشة فقالا: ان أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: إنما الطيرة في المرأة والدابة فطارت عائشة شغفا ثم قالت: كذب والذي أنزل القرآن على أبي القاسم من حدث بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وآله؟ الحديث (2).
(ومنها): انه جلس مرة إلى جنب حجرة عائشة يحدث عن النبي صلى الله عليه وآله وهي مشغولة في سبحتها فقالت بعد فراغها: ألا يعجبك أبو هريرة يجلس إلى جنب حجرتي يحدث عن النبي يسمعني ذلك؟ وكنت أسبح فقام قبل ان أقضى سبحتي ولو أدركته لرددت عليه الحديث (3).
(ومنها): انه روى عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: متى استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يضعها في الاناء فان أحدكم لا يدري أين باتت يده؟
فأنكرت عائشة عليه (4) فلم تأخذ به وقالت: كيف نصنع بالمهراس (5).

(١) تجد حديث الكلب والمرأة والحمار وحديث المشي في الخف الواحد وحديث من أصبح جنبا في ص ٢٧ والتي بعدها من تأويل مختلف الحديث والصواب ان اللتين ردتا حديثه فيمن أصبح جنبا انما هما عائشة وأم سلمة كما نقلناه في الحديث ٢٧ عن صحيح البخاري.
(٢) أورده ابن قتيبة في صفحة ١٢٦ والتي بعدها من " تأويل مختلف الحديث " (3) أخرجه مسلم في ص 358 وفي ص 538 من الجزء الثاني من صحيحه في فضائل أبي هريرة وفي التثبت في الحديث.
(4) نقل ذلك أحمد أمين ص 259 من فجر الاسلام، والانصاف ان انكار عائشة في هذا على أبي هريرة إنما يكون متجها لعدم وثاقته، اما نقضها عليه بالمهراس فغير متجه كما لا يخفى.
(5) المهراس: حجر منقور ضخم لا يقله الرجال ولا يحركونه لثقله يملأونه ماء ويتطهرون منه.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»