أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٢٠٣
- 16 - * نظرة في فضائله * تتبعنا الأسانيد فيما يرسله الناس في فضائل أبي هريرة، فلم نجد لها مصدرا في الأغلب سواه، واليك مثلا يلمسك هذه الحقيقة.
قال صاحب الاستيعاب في أحواله: أسلم أبو هريرة عام خيبر، وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثم لزمه وواظب عليه رغبة في العلم، راضيا بشبع بطنه، فكانت يده في يد رسول الله، وكان يدور معه في حيث الدار، وكان من أحفظ أصحاب رسول الله، كان يحضر ما لا يحضر سائر المهاجرون والأنصار لاشتغال المهاجرين بالتجارة، والأنصار بحوائجهم، وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وآله بأنه حريص على العلم والحديث، وقال له يا رسول الله أني سمعت منك حديثا كثيرا وأنا أخشى ان أنسى: فقال (ض) ابسط رداءك، قال: فبسطته فغرف فيه! ثم قال: ضمه، فضممته فما نسيت شيئا بعد! اه‍.
(قلت): هذه الفضائل ونحوها ليست إلا مضامين أحاديث كان أبو هريرة يحدث بها عن نفسه، ولم نجد لها مستندا سواه، وهكذا سائر خصائصه انما أخذت عنه كما يعلمه المتتبعون.
ولنوضح هذه الجملة فنقول: أما اسلامه عام خيبر فمسلم، لثبوته من حديث غيره.
وأما كونه شهدها مع رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يرو إلا عنه، وأهل العلم يتأولون دعواه الحضور كما أوضحناه سابقا.
وأما لزومه لرسول الله ومواظبته عليه، رغبة في العلم، ورضا بشبع بطنه وان يده كانت في يده يدور معه حيث دار، فأمور كان أبو هريرة يدعيها،
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»