تكملة أمل الآمل - السيد حسن الصدر - الصفحة ٢١٤
ربيع الاخر من السنة المذكورة وزار الأئمة عليهم السلام ورجع في خامس شعبان من السنة المذكورة.
وأقام في جبع إلى سنة ثمان وأربعين وتسعمائة، ثم سافر إلى بيت المقدس في ذي الحجة واجتمع ببعض علمائها وقرأ عليهم بعض صحيح البخاري وبعض صحيح مسلم وأجازوه روايتهما بل ورواية عامة.
ثم رجع إلى وطنه وأخذ بمطالعة العلوم ومذاكرتها، واستفرغ وسعه في الفقه إلى أواخر سنة إحدى وخمسين وتسعمائة.
وفي ذي الحجة من هذه السنة عزم على التوجه إلى اسلامبول، فرحل إلى دمشق ومنها لي حلب، دخلها سادس عشر محرم وخرج منها في صفر سنة 952، ودخل القسطنطينية في 12 ربيع الأول، فكتب رسالة في عشرة مباحث من عشرة علوم وأوصلها إلى قاضي عسكر محمد بن محمد بن قاضي زاده والسلطان حينئذ سليمان خان، فوقعت الرسالة منه موقعا حسنا وكان رجلا فاضلا، فأرسل القاضي الدفتر المشتمل على الوظائف والمدارس وبذل له ما اختاره من تدريس المدرسة النورية ببعلبك التي وقفها السلطان نور الدين وعرضها على السلطان وكتب بما يراه وجعل له في كل شهر ما شرطه وأنفقها، واجتمع بصاحب معاهد التنصيص هناك.
ورجع في رجب لاحد عشر يوم خلت منه، وتوجه إلى العراق وزار الأئمة عليهم السلام، ورجع في صفر سنة 953 وأقام ببعلبك يدرس بالمذاهب الخمسة، واشتهر أمره وصار المرجع العام للأنام.
وبعد خمس سنين رجع إلى جبع بنية المفارقة، وصار يدرس ويصنف، فصنف أولا الروض وآخر ما صنف الروضة صنفها في ستة أشهر وستة أيام، وكان غالب الأيام يكتب كراسة، وكان يكتب بغمرة واحدة في الدواة عشرين
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»
الفهرست