تكملة أمل الآمل - السيد حسن الصدر - الصفحة ٢١٥
أو ثلاثين سطرا، وخلف ألفي كتاب فيها مائتان كتاب كانت بخطه الشريف من مؤلفاته وغيرها.
قال ابن العودي: وكان في غالب الزمان في الخوف الموجب لاتلاف النفس والتستر والاخفاء الذي لا يسع الانسان أن يفكر معه في مسألة، ومع ذلك برز له من المصنفات والأبحاث والكتابات والتحقيقات والتعليقات ما هو ناش عن فكر صاف وغارف من بحار علم واف - الخ.
ثم لما كانت سنة خمس وستين وتسعمائة - وهو في سن أربعة وخمسين - ترافع إليه رجلان فحكم لأحدهما على الاخر، فذهب المحكوم عليه إلى القاضي بصيدا واسمه معروف وكان الشيخ مشغولا بتأليف شرح اللمعة، فأرسل القاضي إلى جبع من يطلبه - وكان مقيما في كرم له منفردا عن البلد متفرغا للتأليف - فقال بعض أهل البلد: قد سافر عنا منذ مدة. قال: فخطر في بال الشيخ أن يسافر إلى الحج وكان قد حج مرارا لكنه قصد الاختفاء، فسافر في محمل مغطى وكتب القاضي إلى السلطان أنه قد وجد ببلاد الشام رجل مبدع خارج عن المذاهب الأربعة. فأرسل السلطان سليمان رستم باشا في طلب الشيخ وقال له: أئتني به حيا حتى أجمع بينه وبين علماء بلادي فيبحثون معه ويطلعون على مذهبه ويخبروني فأحكم عليه بما يقتضيه مذهبي.
فجاء الرجل فأخبر أن الشيخ توجه إلى مكة المشرفة، فذهب في طلبه، فاجتمع به في طريق مكة، فقال له: تكون معي حتى نحج بيت الله. فرضي بذلك، فلما فرغ من الحج سافر معه، فلما وصل رآه رجل فسأله عن الشيخ فقال: هذا رجل من علماء الشيعة أريد أن أوصله إلى السلطان. فقال له: أوما تخاف أن يخبر السلطان بأنك قد قصرت في خدمته وآذيته وله هناك أصحاب يساعدونه فيكون سببا لهلاكك، بل الرأي أن تقتله وتأخذ برأسه إلى السلطان.
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست