تكملة أمل الآمل - السيد حسن الصدر - الصفحة ٢١٣
ثم ارتحل إلى جبع سنة أربع وثلاثين وتسعمائة، وأخذ في مطالعة العلوم والتدريس إلى سنة سبع وثلاثين (وتسعمائة)، فرحل إلى دمشق وقرأ بعض كتب الطب والهيئة على محمد بن مكي وبعض حكمة الاشراق، وقرأ الشاطبية على أحمد بن جابر.
حتى إذا كانت (سنة) ثمان وثلاثين رجع إلى جبع، ومنها رحل إلى مصر وجاء إلى الصالحية، وقرأ جملة من الصحيحين على ابن طولون.
وتوجه إلى مصر منتصف ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة، ولما وصل منزله الرملة مضى إلى مسجدها المعروف بالجامع الأبيض لزيارة الأنبياء الذين في الغار وحده، فوجد الباب مقفولا، فوضع يده على القفل فجذبه فانفتح، فنزل إلى الغار فاشتغل بالصلاة والدعاء وحصل له اقبال بحيث ذهل عن انتقال القافلة وسيرها، وطال دعاؤه، ولما فرغ وخرج وجد القافلة قد ارتحلت ولم يبق أحد، فأخذ يمشي على الأثر حتى تعب، وإذا براكب لاحق به، فلما وصل إليه قال له: اركب خلفي، فأردفه ومضى كالبرق، فما كان الا قليلا حتى لحق بالقافلة فأنزله، فقال له: اذهب إلى رفقائك. وله أمثالها في تلك السفرة.
ودخل مصر بعد شهرين من خروجه، وقرأ على ستة عشر شيخا من شيوخ مصر فنون كثيرة وأجازوه.
ثم ارتحل إلى الحجاز في شوال سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة، ولما تم الحج جاء إلى المدينة لزيارة قبر النبي والأئمة عليهم السلام، وكان النبي صلى الله عليه وآله قد أوعده في المنام بمصر بالخير، ونظم قصيدة خاطب بها النبي " ص ".
ورجع إلى جبع سنة أربع وأربعين وتسعمائة، ثم سافر إلى العراق في
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»
الفهرست