رجال الخاقاني - الشيخ علي الخاقاني - الصفحة ٢٧٦
وإن كان واضح الفساد بين البطلان طلبا لايضاح المطلب بأكمل وجه وسيأتى منه عن قريب التعرض لبيان فساده بقوله فيما بعد " على أن الفاسق الذي لا يحصل الظن من خبره هو الذي لا يبالي في الكذب اما المتحرز عنه مطلقا أو في الروايات فمنع حصوله منه مكابرة سيما الفاسق بالقلب لا الجوارح ".
(قلت) وكلما زاد الفاسق تحرزا عن الكذب وتحاشيا عنه زاد الوثوق بخبره والاطمئنان بقوله، ومن هذا الباب اخبارا الموثقين وأعاظمهم كعبد الله بن بكير وأمثاله الذين بلغوا في الاعتماد والقبول مراتب عالية ولذا ادعى الكشي اجماع العصابة على تصحيح ما يصح عن جماعة منهم عبد الله بن بكير.
(قوله أعلى الله مقامه):
لكن المتبادر من الفاسق فيها والظاهر منه هنا من عرف بالفسق.
هذا في محل المنع إذ الألفاظ موضوعة للمعاني الواقعية ولا خصوصية لهذا اللفظ ولا دخول للعلم والمعرفة فيها وانما العلم طريق لها محرز للموضوع المترتب عليه حكمها إذ التكليف بالحكم موقوف على اثبات موضوعه فلابد من اثباته بطريقه وهو العلم أو ما قام مقامه فان ثبت فذاك والا فان ثبت موضوع العادل فواضح أيضا وان لم يثبت شئ بل كان هذا الموضوع المبتلى به مجهولا فلا يجوز قبول خبره والتعبد به لإصالة حرمة العمل بالظنون وما وراء العلم التي قامت عليها الأدلة الأربعة وحكم بها العقل والشرع والاجماع فلابد من الخروج عنها اما بالتبين العلمي أو التبين العقلائي بحيث يكتفون به في أقوالهم واخبارهم بناء
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»