مكانته الاجتماعية والعلمية يبدو مما كتبه أرباب معاجم التراجم أن الشيخ الحر كان يتمتع بشهرة كبيرة في الأوساط العلمية والاجتماعية، وكان له مكانة مرموقة أينما حل ونزل، وكان موضع احترام كافة الطبقات في البيئات المختلفة، وكان الناس ينظرون إليه بعين الاكبار والتجليل، وهو ذو شخصية لامعة عند المؤالف والمخالف، لم يذكره أحد من المترجمين له إلا ويستصحب ذكره عبارات رقيقة تدل على عظمته وسمو مكانته في نفس الكاتب.
فقد أعطى منصب التدريس في الحضرة الشريفة في القبة الكبيرة الشرقية مكان السيد حسين بن محمد بن أبي الحسن الموسوي العاملي (1) وهو مكان كان يختص بأكبر المدرسين في مشهد الإمام الرضا عليه السلام والمقدم على علماء خراسان - كما سبق ذلك.
بل كان مجلس درسه غاصا بالعلماء والفضلاء يؤمه طلاب الثقافة من سائر الأقطار، كما يظهر من حديث مؤلف كتاب روح الجنان للشيخ محمد الجزائري حيث رأى أن له حلقة عظيمة للتدريس في كتاب وسائل الشيعة وقد حضر درسه مدة بقائه في مشهد الإمام الرضا عليه السلام (2) وهو في أصفهان يذهب إلى مجلس الشاه سليمان الصفوي ويجلس على ناحية من مسند الشاه ويجيب الشاه جوابا جريئا للغاية (3).
وهو قد من على المسلمين بتأليف كتابه وسائل الشيعة الذي هو كالبحر لا يساحل (4).