الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ٢٦٣
بخلاف، ما بعد تدوينها.، لان فائدة الراوية حينئذ، إنما هي اتصال سلسلة الاسناد (صلى الله عليه وآله وسلم)، تبركا " وتيمنا " (1).
* (هامش) (1) هناك اتجاهات ثلاثة في تحديد الفائدة من الإجازة:
الأول: لمجرد التبرك والتيمن.، ويقول الشيخ النوري: فيما اعلم، ان الشهيد الثاني، هو أول من صرح بذلك.، ينظر: مستدرك الوسائل: 3 / 373.
والقول بالتيمن والتبرك كذلك: هو مبتنى ولد الشهيد الثاني.، كما في: (معالم الدين وملاذ المجتهدين - الطبعة الحروفية الثانية - ص 263.
الثاني: انها تقسم إلى قسمين - كما يقول العالم الجليل السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة -:
قسم، للمحافظة على اليمن والبركة، والفوز بفضيلة الشركة، في النظم في سلسلة أهل بيت العصمة، وخزان العلم والحكمة...، وهذا هو المعروف المألوف في هذه الأزمان لا غير.
وقسم، للمحافظة على الضبط، وقوة الاعتماد، والامن من التحريف والتصحيف، والسقط في المتن والاسناد.، وهذا القسم يجري مجرى القراءة على الشيخ، والسماع من فلق فيه.، وهذا أمر معروف أيضا "، بين الأقدمين، لا شك فيه.، ولذا، ترى المجازين يقولون - حيث يستجيزون الكتاب الذي نظره المجيز وعرف صحته، وشهد بالاعتماد عليه -: حدثني وأخبرني).، من دون أن يقول: اجازة...، المستدرك: 3 / 378.
الثالث: انها طريقية تحملية.، وهذا الرأي اعتمده كثير من العلماء.، وجهد في إثباته الشيخ النوري، بكلام طويل، احتل ثماني صفحات طوال، من خاتمة مستدركه: 3 / 373 - 382.
ومن أدلته: أ - ان التيمن الذي ذكروه.، هو دون المستحب الشرعي....، المستدرك: 3 / 374 ب - وبالجملة.، فلولا اعتقاد الحاجة أو الاحتياط، ولو لأمر تعبدي وصل إليهم.، لما كان لاجازاتهم في هذا الصنف من الكتب، محل صحيح، يليق نسبته إلى مثل آية الله العلامة وأضرابه...، المستدرك: 3 / 377.
ح‍ - كما أن المتأخرين جرت عاداتهم.، بأن يقولوا: (قرأ علي المبسوط مثلا " قراءة مهذبة، وأجزت له أن يروي عني).، بمعنى: اني ضمنت له صحت الكتاب، الذي قرأه علي، وأبحت له روايته..).، المستدرك:
3 / 378.
د - وأخبرنا به أيضا ": أحمد بن عبدون... عن أبي جعفر، محمد بن يعقوب الكليني، جميع مصنفاته وأحاديثه، سماعا " وإجازة، ببغداد...، المستدرك: 3 / 380.
وهذا النص منقول كذلك.، في (بحوث في علم الرجال - الطبعة الثانية -: ص 248.، وفي الهامش إشارة إلى وجوده في: الفهرست - للشيخ الطوسي -: ص 162.، ولكن لدى مراجعة المطبوع - الكثير الخطأ والسقط -، لم أجد عبارة (سماعا " وإجازة ").
ه‍ - ومما يؤيد ما ذكرناه.، قصة ابن عيسى مع الوشا (... فسألته: أن يخرج لي كتاب...، فقلت أحب أن تخبرنا هما لي.، فقال لي: يا رحمك الله، وما عجلتك، اذهب فاكتبهما واسمع من بعد.، فقلت: لا آمن الحدثان...).، المستدرك: 3 / 381.، وينظر: رجال النجاشي: ص 28.
و - وأخيرا "، أنهى كلامه بجملة: وفي جميع ما ذكرناه، لعله كفاية لمن أمعن فيه النظر.، لعدم الحكم الجزمي يعدم الفائدة للإجازة، وانحصارها في التبرك.، وان الاحتياط الشديد في أخذها).، المستدرك: 3 / 382. (*)
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»