الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ١٢٤
الحقل الخامس عشر في: المختلف (1) وصفه:
بالاختلاف.، نظرا " إلى صنفه، لا إلى شخصه، فإن الحديث الواحد نفسه ليس بمختلف، إنما هو مخالف لغيره مما قد أدى معناه.
كما ينبه عليه قوله: وهو أن يوجد حديثان متضادان في المعنى ظاهرا ". (2) قيد به (3): لان الاختلاف.، قد يمكن معه الجمع بينهما، فيكون الاختلاف ظاهرا " خاصة ".، وقد لا يمكن، فيكون ظاهرا " وباطنا ".، وعلى التقديرين.، فالاختلاف - ظاهرا " - متحقق.
وحكمه أي: حكم الحديث المختلف:
الجمع بينهما حيث يمكن الجمع.
ولو بوجه بعيد يوجب: تخصيص العام منهما، أو تقييد مطلقه، أو حمله على خلاف ظاهره. (4) (المثال الأول:) كحديث: لا عدوى... (5): وحديث: لا يورد - بكسر الراء - ممرض - باسكان

(١) الذي في النسخة الخطية المعتمدة ورقة ٢٨ لوحة أ سطر ٢: (وخامس عشرها المختلف) فقط.، بدون:
(الحقل الخامس عشر في المختلف).
(٢) ينظر: تدريب الراوي: ص ١٩٧، والخلاصة في أصول الحديث: ص ٥٩.
(٣) مرجع الضمير فيما يبدو: كلمة (ظاهرا ").
(٤) قال الأستاذ أحمد محمد شاكر: وقد كان الإمام أبو بكر بن خزيمة يقول: ليس ثم حديثان متعارضان من كل وجه: ومن وجد شيئا " من ذلك، فليأتني لأؤلف له بينهما.، الباعث الحثيث: ص ١٧٥ (الهامش).
وقال الحسن الطيبي: قال أبن خزيمة: لا أعرف حديثين صحيحين متضادين، فمن كان عنده فليأتني لأؤلف بينهما.، الخلاصة في أصول الحديث: ص ٥٩.
(٥) قال مسلم: حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى (واللفظ لأبي الطاهر).، قال: أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس.، قال ابن شهاب: فحدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، حين قال رسول الله (ص):
(لا عدوى ولا صفر ولا هامة): فقال أعرابي: يا رسول الله، فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء، فيجئ البعير الأجرب فيدخل فيها فيجر بها كلها؟ قال: فمن أعدى الأول؟) صحيح مسلم: ٤ / ١٧٤٢ - ١٧٤٣.، و ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر: ٣ / ٧٣.، والكافي: ٨ / 196.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»