الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ١٢٥
الميم الثانية وكسر الراء - على مصح - بكسر الصاد - (1).
ومفعول يورد: محذوف.، أي: لا يورد إبله المراض.
فالممرض: صاحب الإبل (المريضة).، من أمراض الرجل: إذا وقع في ماله المرض...
والمصح: صاحب الإبل الصحاح.
(1) فظاهر الخبرين: الاختلاف: من حيث دلالة: الأول على نفي العدوي، و الثاني على اثباتها.
(2 -) ووجه الجمع:
بحمل الأول: على أن العدوي المنفية، عدوى الطبع.، بمعنى: كون المريض، يعدي بطبعه، لا بفعل الله تعالى، وهو الذي يعتقده الجاهل.، ولهذا قال النبي (صلى الله عليه وآله) فمن أعدى الأول.
والثاني: على الاعلام.، بأن الله تعالى، جعل ذلك سببا " لذلك، وحذر من الضرر الذي يغلب وجوده عند وجوده، مع أن المؤثر هو الله تعالى (2).
(المثال الثاني) ومثله قوله (ص): فر من المجذوم فرارك من الأسد (3).، ونهيه عن دخول بلد يكون فيه الوباء (4).

(١) قال مسلم: وحدثني أبو الطاهر وحرملة (وتقاربا في اللفظ) قالا: أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب: أن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف حدثه: أن رسول الله (ص) قال: (لا عدوى).، ويحدث:
أن رسول الله قال: لا يورد ممرض على مصح.، صحيح مسلم: ٤ / ١٧٤٣.، وينظر: ٤ / ٨٩.
(٢) ينظر: الخلاصة في أصول الحديث: ص ٥٩ - ٦٠.
(٣) قال أحمد: حدثنا عبد الله: حدثني أبي: حدثنا وكيع قال: حدثنا النهاس عن شيخ بمكة، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فر من المجذوم فرارك من الأسد.، مسند أحمد بن حنبل:
ج ٢، ص ٤٤٣.، ورواه البخاري عن أبي هريرة: ج ٧ ص ١٦٤، كتاب الطب.، ورواه عن ابن عمر: ج ٧ ص ١٨٠، ورواه عن أنس: ج ٧ ص ١٨٠.، وينظر: سفينة البحار: ١ / ١٤٧، ومن لا يحضره الفقيه: ٢ / ٢٥٨.
(٤) قال ابن قتيبة: وقال: رسول الله (ص): إذا كان بالبلد الذي أنتم به فلا تخرجوا منه.
وقال أيضا ": إذا كان بلد فلا تدخلوه.
يريد بقوله: لا تخرجوا من البلد.، إذا كان فيه، كأنكم تظنون أن الفرار من قدر الله تعالى ينجيكم من الله.
ويريد بقوله: وإذا كان ببلد فلا تدخلوه.، إن مقامكم بالموضع الذي لا طاعون فيه أسكن لأنفسكم و أطيب بعيشكم.، (كتاب تأويل مختلف الحديث: ص 70 - 71).
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»