اما هذا الكتاب من الكتب المفقودة، والتي لم تصل إلينا، قال الأفندي في الرياض: " ولكن إلى الان لم يوجد من كتابه الكبير في الرجال عين ولا اثر، فلعله كان بباله تأليفه ولم يتيسر له " (1).
هذا - كما قلنا - خلاف ما يستظهر من كلمات المؤلف في الخلاصة وغيره، في مواضع متعددة حيث قال: " قد ذكرت ذلك في كتابنا الكبير ".
وذكر في الروضات ان كتاب الخلاصة مختصر من كتاب رجاله الكبير الذي يحيل الامر فيه إليه كثيرا (2).
الظاهر أن صاحب الروضات استظهر هذا الكلام من كلمات المؤلف في الخلاصة، حيث قال: " له حكاية ذكرناها في الكتاب الكبير "، " له تصانيف ذكرناها في كتابنا الكبير "، " رواه بسند ذكرناها في كتابنا الكبير ".
يستظهر من الخلاصة ان المصنف الفه بعد تأليف كتابه الكبير، لأنه قال في مقدمته:
" لم نذكر كل مصنفات الرواة ولا طولنا في نقل سيرتهم، إذ جعلنا ذلك موكولا إلى كتابنا الكبير المسمى بكشف المقال في معرفة الرجال فانا ذكرنا فيه كل ما نقل عن الرواة والمصنفين مما وصل إلينا عن المتقدمين، وذكرنا فيه أحوال المتأخرين والمعاصرين ".
اما كون الخلاصة مختصر منه ففيه: انه لم يوجد في الخلاصة ذكر أحوال المتأخرين والمعاصرين له، بل اكتفي فيه بما نقله المشايخ الثلاثة في كتبهم ولم ينقل كل ما نقلوا أيضا، وأيضا لم يذكر في الخلاصة - كما قال في مقدمته - جميع الرواة بل اقتصر على من اعتمد على روايته والذين توقف عن العمل بنقلهم.