وتوخ سلوك طريقة أجداد أبيك رحمهم الله، وتقبل أخلاقهم، وتشبه بهم في أفعالهم، واجتهد في حفظ الحديث والثقة فيه، وواظب على ما يقربك من الله عز وجل، واعلم أنه ما أسن أحد قط الا ندم على ما فاته من التقرب إلى الله عز وجل بطاعته في شيبته (مشيته - خ) وعلى ما دخل فيه من المحظورات في حداثته حين أسمعه الندامة ولا يمكنه استدراك ما فاته من عمره.
واصحب مشايخ أصحابك، ومن تزين بصحبته بين الناس وان صحبت أحدا من أترابك فلا تدع مع ذلك صحبة المشايخ، أجاب الله فيك دعوتي وأحسن عليك خلافتي.
وان رزق الله جل وعز الحياة، ومد في الاجل إلى أن تكتب عنى ما أمليته عليك وتحفظ ما أسنده لك فذلك مناي وإلى الله عز وجل ارغب فيه وان تكن الأخرى وتقدمت أيامي قبل ذلك فالله عز وجل خليفتي عليك، وإياه اسئل ان يحفظني فيك ويحفظ صالح أجدادك من بكير وإلى كما حفظ للغلامين بصلاح أبيهما (2) فقد مر في بعض الحديث انه كان بين أبيهما الذي حفظ له وبينهما سبعمائة سنة والله عز وجل حسبي فيك، وفي نفسي ونعم الوكيل.
____________________
(1) كان محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الزيات من ثقات أصحاب الجواد والهادي والعسكري عليهم السلام جليلا، عظيم القدر كثير الرواية ثقة، عينا حسن التصانيف مسكونا إلى روايته، مات سنة اثنتين وستين ومأتين، ذكره النجاشي.
(2) إشارة إلى قصة موسى وخضر في أمر الغلامين: (واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة).
(2) إشارة إلى قصة موسى وخضر في أمر الغلامين: (واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة).