الأصول المهذبة (المعروف بخلاصة الأصول) - المجتهد التبريزي - الصفحة ٦٠
الخارجية وأخذ المطلق في الموضوع ليكون جامعا لها وفي الحقيقة هو بمنزلة المرآة لها كأخبار الحمام الواردة في زمان المعصومين صلوات الله عليهم فإنها قد اشترط فيها وجود المادة ولا شك في أن الحمامات اللاتي في بلادنا المشتملة على أكرار عديدة عاصمة بنفسها لكريتها ولا تحتاج إلى تطهير البعض البعض الاخر فما ورد من هذا القبيل يمكن أن يكون في بعض المقامات منصرفا إلى الافراد الشائعة أو إلى الأكمل أو يؤخذ بالمتيقن في بعضها أو يحكم بالعموم والشمول من باب إجراء مقدمات الحكمة المبحث الثاني: قد يستعمل المطلق ويراد به المقيد ويعلم ذلك بقرينة حالية أو مقالية كما تقول لولدك اشتر اللحم وهو يعلم أنك ما تريد لحم الإبل والبقر بل تريد لحم الشاة وقد يراد المقيد وتنصب على ذلك قرينة متصلة كما تقول أكرم عالما تقيا وقد يكون ما يدل على ذلك قرينة خارجية كما تقول أكرم العالم و تقول بعد حين ولا تكرم إلا عالما عادلا ففي كل ذلك لا يستعمل اللفظ إلا في معناه الموضوع له وإنما القيد علم بدلالة أخرى وهذه سنة متبعة في جميع الألسنة واللغات يعرفها كل أهل لسان بفطرتهم التي فطر الناس عليها.
وإنما العلماء الأصوليون شرحوا ما أودع الله في الفطرة لتشريح الأذهان ومن البديهي أن أهل اللسان في كل لغة أنما يقيدون بقرينة خارجية مع اتحاد الحكم فلو كان ما يدل على القيد حكما آخر كما
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»