الأصول المهذبة (المعروف بخلاصة الأصول) - المجتهد التبريزي - الصفحة ٥٣
إلى قوله وبعولتهن أحق بردهن فإن الضمير في بعولتهن راجع إلى المطلقات الرجعيات فهل يوجب ذلك تخصيص العام الأول أو يبقى هو على العموم فيه خلاف لان الامر يدور بين تخصيص العام وبين التصرف في الضمير بإرجاعه إلى بعض ما يراد من العام يمكن أن يقال إن العام بعد تمام ظهوره بتمام الكلام يعمل على عمومه ولا يجوز رفع اليد عن عمومه بعد تمامه بمجرد رجوع الضمير إلى بعض أنواعه لأنه المتيقن ولا يوجب ذلك إجمالا في ظهوره ولا تخصيصه المبحث التاسع قد اختلفوا في تخصيص العام بالمفهوم المخالف بعد اتفاقهم على تخصيصه بالموافق فبعضهم لم يجوزه تمسكا بأن ظهور العام في العموم بالمنطوق وظهور المفهوم في الخصوص ليس بالمنطوق بل بالمفهوم وإنما يقدم الخاص على العام ويخصص به لكون ظهوره أقوى من ظهور العام في العموم والمفهوم ليس أقوى من المنطوق فلا يقدم عليه ولكن الانصاف أن أمثال هذه التعليلات الاعتبارية لا اعتبار بها وإنما الاعتبار بالظهور العرفي الذي هو المدار في البيان وبه قوام الحجة و البرهان ولا شك أنه إذا قال المولى لعبده أكرم العلماء إن لم يفسقوا أو لم يرتكبوا المعاصي جهرة يفهم أنهم أن فسقوا لم يجب إكرامهم وإنما الواجب إكرام من لم يكن فاسقا منهم وهذا معنى التخصيص ولا فرق في الشرط بين أن يكون في كلام متصل أو في كلام منفصل كما لا فرق في سائر المخصصات بين اتصالها وانفصالها نعم قد يكون ظهور العام أقوى بحيث يأبى عن التخصيص كأن يكون واردا في الامتنان فيكون
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»