الأصول المهذبة (المعروف بخلاصة الأصول) - المجتهد التبريزي - الصفحة ٥١
خطاباتهم مقصورا بمن كان موجودا في زمانهم بل من كان له أهلية الخطاب إلى يوم القيامة وكذلك المقننون من السلاطين وغيرهم يقننون ويخاطبون في محاوراتهم وكتبهم وكل أحد يعلم ويفهم من صغيرهم وكبيرهم أن مقصودهم من الخطاب ليس المشافهين حسب فخطاب الله في فرقانه المجيد وكلام الله المنزل من العزيز الحميد لارشاد الناس إلى يوم النشور ليس محصورا بالموجودين في زمن النزول والمشافهين وليست حجيته لغيرهم من باب الظن أو من باب اشتراك التكليف فلذا قال الإمام عليه السلام إن الآيات القرآنية لا تموت بموت الاشخاص وقال أيضا إن القرآن طري لا يبلى بمرور الدهور والأعوام ولذا كان دأب الأئمة عليهم السلام الاستدلال لغير المشافهين الحاضرين بنفس الخطابات القرآنية وخطابات النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة صلوات الله عليهم في مقام الارشاد والهداية وفي مقام بيان الحق من القوانين الدينية والاحكام الإلهية أيضا من هذا القبيل شاملة لكل من له أهلية الخطاب إلى يوم فصل الخطاب وفي بعض الأخبار تصريح بذلك وقد أشرنا مرارا إلى أن الكتاب نزل بلسان عربي مبين ليهدي الناس إلى الصراط المستقيم والنبي والأئمة لم يتكلموا إلا بلسان قومهم وبالطريقة المستمرة التي جرى عليها البيان الذي علمه الله الانسان.
المبحث السابع لا شك أنا نعلم أن مدارك ديننا وأحكامنا الكتاب والسنة وفيهما العام والخاص والمطلق والمقيد والناسخ والمنسوخ وغير ذلك و قد أمرنا بتحصيل العلم ولا يمكن ذلك إلا بالتفحص
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»