الخميس لتصحيح الاتصال من الغرائب (واما ما ذكره أخيرا) من فرض التعارض في مثال الشك في بقاء الطهارة (فيرد عليه) ما اورده شيخنا العلامة الأنصاري (قده) وسنتعرض له (ثم إن شيخنا العلامة) (قده) اورد على ما حكاه من الفاضل المتقدم بان الزمان اما ان يؤخذ قيدا للوجوب أو الواجب حتى يكون المقيد فردا مغايرا لغيره فلا ريب في عدم جريان استصحاب الوجود بل لا مناص عن الرجوع إلى استصحاب العدم لان انتقاض عدم وجود المقيد لا يستلزم انتقاض المطلق والأصل عدم الانتقاض واما ان يؤخذ ظرفا فيه حتى لا يكون الواجب والوجوب بعد ذلك الزمان مغايرا لما قبله فليس هناك الا عدم واحد انتقض بالوجود فلا مناص عن الرجوع إلى استصحاب الوجود فكأن الفاضل المتقدم خلط بين الظرفية والقيدية فعند تمسكه باستصحاب الوجود لاحظ الزمان بنحو الظرفية وعند تمسكه باستصحاب العدم لاحظه بنحو القيدية المكثرة للطبيعة فوقع في الالتباس (هذا حاصل) ما افاده (قده) في مقام الجواب أولا (ويرد) على ما ذكره (قده) (أولا) ان ما افاده من التمسك باستصحاب الوجود فيما إذا اخذ الزمان ظرفا غير مستقيم لما عرفت من رجوع الشك فيه إلى الشك في المقتضي نعم لا يجري استصحاب العدم أيضا لما ذكره (قده) من أنه ليس هناك الا عدم واحد متيقن انتقض قطعا وليس كل قطعة من الزمان فردا مغايرا للقطعة الأخرى (وثانيا) ان عدم جريان استصحاب الوجود فيما إذا اخذ الزمان قيدا وإن كان صحيحا الا ان ما افاده (قده) من الرجوع حينئذ إلى استصحاب العدم ليس بصحيح فان الوجود المشكوك بعد القيد وإن كان مسبوقا بالعدم الا ان المتصف بالعدم المستصحب ليس هو الوجود قطعا لاستحالة اتصاف أحد النقيضين بالآخر بل المتصف بكل من الوجود والعدم هو نفس الماهية المعراة عن الوجود والعدم والمستصحب انما هو خلو صفحة الوجود عنها ثم إن التقييد بالزمان انما هو بالقياس إلى الوجود والعدم واما نفس الماهية التي هي جامعة بين الموجود والمعدوم فيستحيل ان تتقيد بزمان بل التقيد الناشئ عن اعتبار معتبر لا بد وان يرجع إلى أحد الوصفين لا محالة ثم إن المتيقن في المقام انما هو نفس عدم الماهية واما الوجوب المقيد بما بعد الزوال مثلا المغاير للوجوب السابق لتقيد نفسه أو تقيد متعلقة وهو الجلوس مثلا فليس وجوده ولا عدمه متيقنا فإن ظرف وجوده وعدمه هو ما بعد الزوال واما قبله فلا يكون الوجوب المقيد معدوما الا من باب السالبة بانتفاء الموضوع فما هو المتيقن وهو عدم الوجوب المطلق انتقض يقينا وما هو المشكوك
(٤٠٥)