أثرت في حصول الذهاب وتحققه في الخارج فلا يمكن ان يقال إن شخص هذا الذهاب الخارجي الذي تشخصه بشخص وجوده متعلق للإرادة، وذلك لوضوح ان من مبادئ الإرادة تصور الفعل المراد و الشخص الخارجي لا يعقل تصوره قبل تشخصه فان النفس انما تأخذ صور الاشخاص من الخارج واما ما ترسمه من الصور في الخيال كصورة حمام أو دار، ثم يوجد في الخارج على منوالها، ومن ذلك صورة كل فعل يراد إتيانه فتلك صور كلية قابلة للانطباق على كثيرين في الخارج وان فرض عدم الانطباق الفعلي لانحصار مصداقها في الفرد لكثرة ما أخذ فيها من القيود فتعين ان يكون متعلق الإرادة هذه الصورة الكلية المتصورة، وهو معنى تعلق الامر بالطبائع إذ لا فرق بين الامر المتعلق بفعل الغير والإرادة المتعلقة بفعل النفس (ان قلت) على ذلك يكون شخص ما يصدر من الأفعال الاختيارية بلا اختيار إذ لم يكن الشخص المزبور بشخصه متعلقا للإرادة وموردا للتصور قبل حصوله (نعم) هو بعد الحصول يكون موردا للتصور، لكن لا معنى لتعلق الإرادة به ح (قلت) لا محذور في الالتزام به ولا ينافي ذلك توصيفه بالاختيارية فان معنى كون الفعل اختياريا هو تعلق الإرادة والاختيار بجامعه المندرج هو فيه لا بشخصه، ولا نعنى بالفعل الاختياري حيثما نقول الا هذا المعنى (ان قلت) إذا لم تتعلق الإرادة بالشخص، فما ذا يكون السبب لحصوله، وكيف يعقل أن تكون إرادة شئ منشأ لحصول شئ آخر (قلت) الوجدان قاض بان النفس إذا توجهت نحو الشئ توجها خاصا يعبر عنه بالإرادة أثر توجهها في تحريك العضلات نحو المراد فيظهر ح الشخص وحقيقة الوجود وهذا الأثر حاصل له في مقام التكوين فإذا قيل لم يؤثر كذلك كان ذلك بمثابة ان يقال لم تؤثر النار في التسخين والماء في التبريد (ومما ذكرنا) ظهر لك ان متعلق الطلب في الأوامر والنواهي هي الطبائع من حيث هي دون الوجود الخارجي، وان الوجود الخارجي بكلا معنييه لا يعقل ان يكون متعلقا للإرادة إذ لا يعقل ان يكون متعلقا للتصور الا بعد تحققه وبعد تحققه لا يعقل تعلق الإرادة به، فلا يعقل تعلق الإرادة به، أولا وآخرا (فظهر) ان البحث في المقام بحث عقلي وان القائل بتعلق الطلب بالطبائع ينكر معقولية تعلقه بالوجود كما أن القائل بتعلقه بالوجود ينكر معقولية تعلقه بالطبائع ويلتزم بان الطبائع من حيث هي غير قابلة لتعلق الطلب بها قوله بل في المحصورة على ما حقق:
(١٩٧)