أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ٤١٩
بين تعالى هذا الحديث وموضوعه ومكانه بقوله تعالى بعده: * (إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى اذهب إلى فرعون إنه طغى) * إلى قوله * (فقال أنا ربكم الا على) *.
* (ناداه ربه بالواد المقدس) * بين القرآن الكريم، أنه الطور في قوله تعالى: * (فلما قضى موسى الا جل وسار بأهله ءانس من جانب الطور نارا) * إلى قوله * (فلمآ أتاها نودى من شاطىء الوادى الأيمن فى البقعة المباركة) * المباركة تساوي المقدس.
فبين تعالى أن المناداة كانت بالطور وهو الواد المقدس، وهو طوى، وفي البقعة المباركة. وقد بين تعالى ما كان في ذلك المكان من مناجاة وأمر العصا والآيات الأخرى في سورة طه من أول قوله تعالى: * (وهل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا) * إلى قوله * (اذهب إلى فرعون) *.
وقد فصل الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه القول في ذلك الموقف في سورة مريم عند قوله تعالى: * (وناديناه من جانب الطور الا يمن) *.
وقد بين تعالى في سورة طه، كامل قصة المناداة من قوله: * (إنى أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى * وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى * إننى أنا الله لا إلاه إلا أنا فاعبدنى وأقم الصلواة لذكرى إن الساعة ءاتية) *.
ثم قصة العصا والآية في يده عليه السلام، وإرساله إلى فرعون إنه طغى، وسؤال موسى: * (رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى) *، واستوزار أخيه معه، دون التعرض إلى أسلوب الدعوة، وفي هذه السورة الكريمة بيان لمنهج الدعوة، وما ينبغي أن يكون عليه نبي الله موسى مع عدو الله فرعون.
وأسلوب العرض: هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى، ثم تقديم الآية الكبرى، ودليل صحة دعواه مما يلزم كل داعية اليوم أن يقف هذا الموقف، حيث لا يوجد اليوم أكثر من فرعون، ولا أشد طغيانا منه حيث ادعى الربوبية والألوهية معا فقال: * (أنا ربكم الا على) *، وقال: * (ما علمت
(٤١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 ... » »»