أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ٤٢٢
ادعيتم أنكم أشد قوة من فرعون، الذي أخذه الله نكال الآخرة والأولى، فهل أنتم أشد خلقا أم السماء؟
وقد جاء الجواب مصرحا بأن السماء أشد خلقا منهم في قوله تعالى: * (لخلق السماوات والا رض أكبر من خلق الناس ولاكن أكثر الناس لا يعلمون) *.
وبين ضعف الإنسان في قوله في نفس المعنى * (فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنآ إنا خلقناهم من طين لازب) *.
وفي هذا بيان على قدرته تعالى على بعثهم بعد إماتتهم وصيرورتهم عظاما نخرة.
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه، شي من ذلك عند آية الصافات * (فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنآ) *. قوله تعالى: * (بناها رفع سمكها فسواها) *. تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان ذلك. في سورة ق عند قوله تعالى: * (أفلم ينظروا إلى السمآء فوقهم كيف بنيناها) *. قوله تعالى: * (والا رض بعد ذلك دحاها * أخرج منها مآءها ومرعاها * والجبال أرساها) *. في هذه الآية الكريمة وصف الأرض بأن الله تعالى: دحاها، وجاء في آية أخرى أنه طحاها بالطاء، وجاء في آية أخرى أنه بسطها، وهي قوله تعالى: * (وإلى الا رض كيف سطحت) *.
وقد اختلف في تفسير قوله: دحاها، فقال ابن كثير: تفسيره ما بعده * (أخرج منها مآءها ومرعاها * والجبال أرساها) * وهذا قول ابن جرير عن ابن عباس.
وقال القرطبي: دحاها أي بسطها.
والعرب تقول: دحا الشيء إذا بسطه.
وقال أبو حيان: دحاها بسطها ومهدها للسكنى والاستقرار عليها: ثم فسر ذلك التمهيد بما لا بد منه من إخراج الماء والمرعى، وإرسائها بالجبال.
(٤٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 ... » »»