((سورة النازعات)) * (والنازعات غرقا * والناشطات نشطا * والسابحات سبحا * فالسابقات سبقا * فالمدبرات أمرا * يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة * قلوب يومئذ واجفة * أبصارها خاشعة * يقولون أءنا لمردودون فى الحافرة * أءذا كنا عظاما نخرة * قالوا تلك إذا كرة خاسرة * فإنما هى زجرة واحدة * فإذا هم بالساهرة * هل أتاك حديث موسى * إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى * اذهب إلى فرعون إنه طغى * فقل هل لك إلى أن تزكى * وأهديك إلى ربك فتخشى * فأراه الا ية الكبرى * فكذب وعصى * ثم أدبر يسعى * فحشر فنادى * فقال أنا ربكم الا على * فأخذه الله نكال الا خرة والا ولى * إن فى ذلك لعبرة لمن يخشى * أءنتم أشد خلقا أم السمآء بناها * رفع سمكها فسواها * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها * والا رض بعد ذلك دحاها * أخرج منها مآءها ومرعاها * والجبال أرساها * متاعا لكم ولانعامكم * فإذا جآءت الطآمة الكبرى * يوم يتذكر الإنسان ما سعى * وبرزت الجحيم لمن يرى * فأما من طغى * وءاثر الحيواة الدنيا * فإن الجحيم هى المأوى * وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هى المأوى * يسألونك عن الساعة أيان مرساها * فيم أنت من ذكراها * إلى ربك منتهاهآ * إنمآ أنت منذر من يخشاها * كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها) * * (والنازعات غرقا) *. الواو للقسم، والمقسم به محذوف، ذكرت صفاته في كل المذكورات، إلى قوله: * (فالمدبرات أمرا) *.
وقد اختلف في المقسم به فيها كلها، على ما سيأتي بيانه إن شاء الله.
والنازعات: جمع نازعة، والنزع: جذب الشيء بقوة من مقره، كنزع القوس عن كبده، ويستعمل في المحسوس والمعنوي، فمن الأول نزع القوس كما قدمنا، ومنه قوله: ونزع يده، وقوله: * (تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر) * وينزع عنهما لباسهما، ومن المعنوي قوله تعالى: * (ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخوانا) *، وقوله: * (فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول) *، والحديث: لعله نزعه عرق.
والإغراق المبالغة، والاستغراق: الاستيعاب.
أما المراد بالنازعات غرقا هنا، فقد اختلف فيه إلى حوالي عشرة أقوال منها: أنها الملائكة تنزع الأرواح، والنجوم تنتقل من مكان إلى مكان آخر، والأقواس تنزع السهام، والغزاة ينزعون على الأقواس، والغزاة ينزعون من دار الإسلام إلى دار الحرب للقتال، والوحوش تنزع إلى الطلا، أي الحيوان الوحشي.
والناشطات: قيل أصل الكلمة: النشاط والخفة، والأنشوطة: العقدة سهلة الحل، ونشطه بمعنى ربطه، وأنشطه حله بسرعة وخفة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (كأنما أنشط من عقال).
أما المراد به هنا فقد اختلف فيه على النحو المتقدم تقريبا، فقيل: الملائكة تنشط