قوله تعالى: * (ألم نجعل الا رض كفاتا أحيآء وأمواتا) *. تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في سورة طه عند قوله تعالى: * (الذى جعل لكم الا رض مهدا) *، والكفات: الموضع الذي يكفتون فيه، والكفت الضم أحياء على ظهرها، وأمواتا في بطونها، كما في قوله: * (وفيها نعيدكم) *، وقد جمع المعنيين في قوله تعالى: * (والله أنبتكم من الا رض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا) *. قوله تعالى: * (انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون) *. بينه بعد بقوله تعالى: * (انطلقوا إلى ظل ذى ثلاث شعب لا ظليل ولا يغنى من اللهب إنها ترمى بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر) *، أي وهي جهنم.
وقد بين تعالى في موضع آخر أنهم يدفعون إليها دفعا في قوله تعالى * (يوم يدعون إلى نار جهنم دعا) *. قوله تعالى: * (هاذا يوم لا ينطقون) *. نص على أنهم لا ينطقون في ذلك اليوم مع أنهم ينطقون ويجيبون على ما يسألون، كما في قوله تعالى: * (وقفوهم إنهم مسئولون) *.
وقوله: * (فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون) *.
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه الكلام على هذه المسألة في سورة النمل عند قوله تعالى: * (ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون) *.
وبين وجه الجمع بالإحالة على دفع إيهام الاضطراب عند سورة المرسلات هذه، وأن ذلك في منازل وحالات. قوله تعالى: * (كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون) *. فيه النص على أن عملهم في الدنيا سبب في تمتعهم بنعيم الجنة في الآخرة، ومثله قوله تعالى: * (ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون) *.