* (ياأيها المزمل قم اليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه) *. قوله تعالى: * (نحن خلقناهم وشددنآ أسرهم) *. الأسر: الربط بقوة مأخوذ من الأسر هو جلد البعير رطبا، وهو القد، وسمي الأسير أسيرا لشد قيده بقوة بجلد البعير الرطب، وهو هنا تقويه بشد ربط الأعضاء المتحركة في الإنسان في مفاصله بالعصب، وهو كناية عن الاتقان والقوة في الخلق.
وقد بين تعالى ذلك في قوله: * (لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم) *، وقوله: * (الذى أحسن كل شىء خلقه) *. قوله تعالى: * (فمن شآء اتخذ إلى ربه سبيلا) *. السبيل هنا منكر، ولكنه معين بقوله: * (إلى ربه) *، لأن السبيل إلى ربه هو السبيل المستقيم.
كما قال تعالى: * (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) * وفي النهاية قال: * (وأن هاذا صراطي مستقيما فاتبعوه) *، وهو الصراط المستقيم الذي دعا إليه صلى الله عليه وسلم.
كما في قوله تعالى: * (وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم صراط الله الذى له ما فى السماوات وما فى الا رض) * وهو القرآن الكريم كما تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في قوله تعالى: * (اهدنا الصراط المستقيم) *، وقد بين تعالى أنه القرآن كله في قوله تعالى * (ألم ذالك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) * بعد قوله: * (اهدنا الصراط المستقيم) *، كأنه قال: الهادي إلى الصراط المستقيم المنوه عنه في الفاتحة: هو القرآن الكريم * (هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب) * إلى آخر الصفات، فيكون السبيل هنا معلوما.
وقوله تعالى قبلها: * (إن هاذه تذكرة) * مشعر بأن السبيل عن طريق التذكر فيها والاتعاظ بها.
وقوله: * (فمن شآء اتخذ إلى ربه سبيلا) *، علق اتخاذ السبيل إلى الله على مشيئة من