قوله تعالى: * (الله الذى خلق سبع سماوات ومن الا رض مثلهن) *. جاء في بيان السماوات أنها سبع طباق، كما في قوله تعالى: * (الذى خلق سبع سماوات طباقا) *.
وبين الحديث في الإسراء أن ما بين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام، وجاء لفظ السماء مفردا وجمعا، فالمفرد كما في قوله * (والسمآء وما بناها) *.
وقوله: * (الذى جعل لكم الا رض فراشا والسمآء بنآء) *.
أما الأرض فلم يأت لفظها إلا مفردا، ولم يأت تفصيلها كتفصيل السماء سبعا طباقا، فاختلف في المثلية فجاء عن ابن عباس أنها مثلية تامة عددا وطباقا وخلقا. وقيل: عددا وأقاليم يفصلها البحار، وقيل عددا طباقا متراكمة كطبقات البصلة مثلا، ولقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في المقدمة أن من أوجه البيان إذا لم يوجد في الكتاب ووجد في السنة فإنه يبين بها لأنها وحي، وقد جاء في السنة أن الأرض سبع أرضين كما في حديث: (من اغتصب أرضا أو من أخذ شبرا من الأرض طوقه من سبع أرضين) متفق عليه.
وفي حديث موسى لما قال (يا رب علمني شيئا أدعوك به فقال: قل لا إلاه إلا الله. فقال: يا رب كل الناس يقولون ذلك. قال: يا موسى، لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إلاه إلا الله في كفة لمالت بهن لا إله إلا الله). رواه النسائي.
فهذه أحاديث صحيحة أثبتت أن الأرضين سبع، ولم يأت تفصيل للكيفية ولا للهيئة فثبت عندنا العدد ولم يثبت غيره، فنثبته ونكل غيره لعلم الله تعالى.
ومما يؤيد ثبوت العدد على سبيل الإجمال أن مثلية الأرض للسماء لم تذكر إلا عند ذكر السماء مجملة مع ذكر العدد ولم يذكر عند تفصيلها بطباق مما يشعر أن المراد من المثلية العدد، وقيل إن هذا لا يتنافى مع أفراد اللفظ لأن جمعه شاذ.
كما قال ابن مالك: * وأرضون شذو السنون *