أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ٢٠٠
الناس حج البيت) * إلى قوله: * (ومن كفر فإن الله غنى عن العالمين) *. قوله تعالى: * (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربى لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير) *. قال الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه، أي أن الكفار ادعوا أنهم لا يبعثون قائلين:
إن العظام الرميم لا تحيي قل لهم، يا نبي الله: بلى وربي لتبعثن، وبلى حرف يأتي لأحد معنيين الأول رد نفي، كما هنا.
الثاني: جواب استفهام مقترن بنفي نحو قوله: * (ألست بربكم قالوا بلى) *، وقوله: * (وربى) * قسم بالرب على البعث الذي هو الإحياء بعد الموت، وقد أقسم به عليه في القرآن ثلاث مرات. الأول هذا.
والثاني قوله: * (ويستنبئونك أحق هو قل إى وربى إنه لحق) *.
الثالث قوله: * (وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربى لتأتينكم) * ا ه.
وقوله: * (ثم لتنبؤن بما عملتم) * بينه تعالى بقوله: * (وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) *، وقوله: * (وذلك على الله يسير) * اسم الإشارة راجع إلى البعث ويسره أمر مسلم، لأن الإعادة أهون من البدء. كما قال تعالى عن الكفار: * (وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحى العظام وهى رميم قل يحييها الذى أنشأهآ أول مرة) *، وقوله: * (ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة) *، وقال * (وهو الذى يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه) *.
* (فأامنوا بالله ورسوله والنور الذى أنزلنا والله بما تعملون خبير * يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجرى من تحتها الا نهار خالدين فيهآ أبدا ذلك الفوز العظيم * والذين كفروا وكذبوا بأاياتنآ أولائك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير * مآ أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شىء عليم * وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين * الله لا إلاه إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون * ياأيها الذين ءامنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم * إنمآ أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم * فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لانفسكم ومن يوق شح نفسه فأولائك هم المفلحون * إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم * عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم) * قوله تعالى: * (فأامنوا بالله ورسوله والنور الذى أنزلنا) *. النور هنا هو القرآن كما قال تعالى: * (ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولاكن جعلناه نورا نهدى به من نشآء من عبادنا وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم) * وهو القرآن، وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى عليه الكلام عليه عند قوله تعالى: * (هو الذى ينزل على عبده ءايات بينات) * من سورة الحديد، وفي المذكرة سماه نورا لأنه كاشف
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»