أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ٢٠٥
حرصا عليه أو بخلا به، حرصا عليه بالسعي إليه بسببهم، فقد يفتن في ذلك، وشحا به بعد تحصيله فقد يعادونه فيه.
والعلاج الناجع في ذلك كله الإنفاق وتوقي الشح، والشح من جبلة النفس * (وأحضرت الأنفس الشح) * وفي إضافة الشح إلى النفس مع إضافة الهداية فيما تقدم إلى القلب سر لطيف، وهو أن الشح جبلة البشرية. والهداية منحة إلهية، والأولى قوة حيوانية، والثانية قوة روحية.
فعلى المسلم أن يغالب بالقوة الروحية ما جبل عليه من قوة بشرية لينال الفلاح والفوز، كما أشار تعالى بقوله: * (المال والبنون زينة الحيواة الدنيا) *.
ثم قال: * (والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) *. قوله تعالى: * (واسمعوا وأطيعوا) *. أي لا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وعصينا، ولا كقوم نوح الذين قال عنهم: * (وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم فىءاذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا) *.
وقد ندد بقول الكفار: * (لا تسمعوا لهاذا القرءان والغوا فيه) *.
قال الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه: اسمعوا ما يقال لكم وأطيعوا فيما سمعتم، لا كمن قبلكم المشار إليهم بالآيات المتقدمة. قوله تعالى: * (إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم) *. قال الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه، قد بين تعالى أنه يضاعف الإنفاق سبعمائة إلى أكثر بقوله: * (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل) * إلى قوله: * (والله يضاعف لمن يشآء) *.
وأصل القرض في اللغة: القطع وفي الشرع قطع جزء من المال يعطيه لمن ينتفع به ثم يرده، أي أن الله تعالى يرد أضعافا، وقد سمى معاملته مع عبيده قرضا وبيعا وشراء وتجارة.
(٢٠٥)
مفاتيح البحث: سبيل الله (1)، الشحّ (4)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»