ومن ناحية أخرى يقال: إن قوله تعالى: * (مآ أصاب من مصيبة إلا بإذن الله) * والكفر أعظم المصائب، ومن يؤمن بالله يهد قلبه.
والإيمان بالله أعظم النعم، فيقول قائل: إن كان كل ذلك بإذن الله، فما ذنب الكافر وما فضل المؤمن، فجاء قوله تعالى: * (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول) * بيانا لما يلزم العبد، وهو طاعة الرسل فيما جاءوا به، ولا يملك سوى ذلك.
وفي قوله تعالى: * (يهد قلبه) * من نسبة الهداية إلى القلب بيان لقضية الهداية العامة والخاصة، كما قالوا في قوله تعالى عنه صلى الله عليه وسلم: * (وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم) * مع قوله تعالى: * (إنك لا تهدى من أحببت ولاكن الله يهدى من يشآء) *.
فقالوا: الهداية الأولى دلالة إرشاد كقوله تعالى: * (وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى) *.
والثانية: هداية توفيق وإرشاد ويشهد لذلك شبه الهداية من الله لقلب من يؤمن بالله، وقوله تعالى: * (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول) * بتكرار فعل الطاعة يدل على طاعة الرسول تلزم مستقلة.
وقد جاءت السنة بتشريعات مستقلة وبتخصيص القرآن ونحو ذلك، كما تقدم عند قوله تعالى: * (ومآ ءاتاكم الرسول فخذوه) *.
ومما يشهد لهذا قوله تعالى: * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الا مر منكم) *، فكرر الفعل بالنسبة لله وللرسول ولم يكرره بالنسبة لأولي الأمر، لأن طاعتهم لا تكون استقلالا بل تبعا لطاعة الله وطاعة رسوله، كما في الحديث: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). قوله تعالى: * (ياأيها الذين ءامنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم) *. تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه الكلام على ذلك عند قوله تعالى * (المال