أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٢٠١
* (إنما سلطانه على الذين يتولونه) *. إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى: * (والله ولى المتقين) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة، أنه ولي المتقين، وهم الذين يمتثلون أمره ويجتنبون نهيه.
وذكر في موضع آخر أن المتقين أولياؤه فهو وليهم وهم أولياؤه لأنهم يوالونه بالطاعة والإيمان، وهو يواليهم بالرحمة والجزاء، وذلك في قوله تعالى: * (ألا إن أوليآء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) *.
ثم بين المراد بأوليائه في قوله * (الذين ءامنوا وكانوا يتقون) *، فقوله تعالى: * (وكانوا يتقون) * كقوله في آية الجاثية هذه * (والله ولى المتقين) *.
وقد بين تعالى في آيات من كتابه أنه ولي المؤمنين، وأنهم أولياؤه كقوله تعالى: * (إنما وليكم الله ورسوله) *. وقوله تعالى: * (الله ولي الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) *. وقوله تعالى: * (ذلك بأن الله مولى الذين ءامنوا) *. وقوله تعالى * (إن وليى الله الذى نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين) * وقوله تعالى في الملائكة * (قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم) *. إلى غير ذلك من الآيات كما تقدم إيضاحه بأبسط من هذا. قوله تعالى: * (هاذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون) *. الإشارة في قوله * (هاذا) * للقرآن العظيم.
والبصائر جمع بصيرة والمراد بها البرهان القاطع الذي لا يترك في الحق لبسا كقوله تعالى: * (قل هاذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة) * أي على علم ودليل واضح.
والمعنى أن هذا القرآن براهين قاطعة، وأدلة ساطعة، على أن الله هو المعبود وحده، وأن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم حق.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من أن القرآن بصائر للناس جاء موضحا في مواضع أخر من كتاب الله كقوله تعالى في أخريات الأعراف * (قل إنمآ أتبع ما يوحى إلى من
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»