أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ١١٧
وجميع المؤمنين يدخلون في الجملة في لفظ المتقين لأن كل مؤمن اتقى الشرك بالله.
وما دلت عليه هذه الآيات. من أنه تعالى يعطي الكفار من متاع الحياة الدنيا، دلت عليه آيات كثيرة من كتاب الله. كقوله تعالى * (قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار) * وقوله * (نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ) * وقول تعالى * (ياأيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحيواة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون) * وقوله * (قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع فى الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون) * والآيات بمثل هذا كثيرة.
وقد بين تعالى في آيات من كتابه، أن إنعامه على الكافرين ليس لكرامتهم عليه، ولكنه للاستدراج، كقوله تعالى * (فذرنى ومن يكذب بهاذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملى لهم إن كيدى متين) * وقوله تعالى * (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شىء حتى إذا فرحوا بمآ أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) * وقوله تعالى * (ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس ءاباءنا الضرآء والسرآء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون) * وقوله تعالى * (قل من كان فى الضلالة فليمدد له الرحمان مدا) * على أظهر التفسيرين. وقوله تعالى: * (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملى لهم خير لانفسهم إنما نملى لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين) * وقوله تعالى: * (فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير) *.
ودعوى الكفار، أن الله ما أعطاهم المال ونعيم الدنيا إلا لكرامتهم عليه واستحقاقهم لذلك، وأنه إن كان البعث حقا أعطاهم خيرا منه في الآخرة قد ردها الله عليهم في آيات كثيرة كقوله تعالى * (أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم فى الخيرات بل لا يشعرون) *، وقوله تعالى * (ومآ أموالكم ولا أولادكم بالتى تقربكم عندنا زلفى إلا من ءامن وعمل صالحا) *، وقوله تعالى * (قالوا مآ أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون) *، وقوله تعالى: * (مآ أغنى عنه ماله وما كسب) *
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»