وقد قال قوم صالح، مثل ذلك لصالح، كما قال تعالى منهم * (أءلقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر) *.
فقلوب الكفار متشابهة فكانت أعمالهم متشابهة.
كما قال تعالى * (كذالك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم) * وقال تعالى * (أتواصوا به بل هم قوم طاغون) *.
وأما اقتراحهم إنزال الوحي على غيره منهم، وأنهم لا يرضون خصوصيته بذلك دونهم، فقد ذكره تعالى في سورة الأنعام في قوله تعالى: * (وإذا جآءتهم ءاية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل مآ أوتى رسل الله) * وقوله تعالى في المدثر * (بل يريد كل امرىء منهم أن يؤتى صحفا منشرة) *.
أي تنزل عليه صحف بالوحي من السماء، كما قال مجاهد وغير واحد، وهو ظاهر القرآن.
وفي الآية قول آخر معروف.
وأما إنكاره تعالى عليهم، اقتراح إنزال الوحي على غير محمد صلى الله عليه وسلم، الذي دلت عليه همزة الإنكار المتضمنة مع الإنكار لتجهيلهم، وتسفيه عقولهم، في قوله: * (أهم يقسمون رحمة ربك) *. فقد أشار تعالى إليه مع الوعيد الشديد في الأنعام.
لأنه تعالى لما قال * (وإذا جآءتهم ءاية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل مآ أوتى رسل الله) * أتبع ذلك بقوله، ردا عليهم، وإنكارا لمقالتهم * (الله أعلم حيث يجعل رسالته) *.
ثم أوعدهم على ذلك فقوله * (سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون) *.
وأما كونه تعالى هو الذي تولى قسمة معيشتهم بينهم، فقد جاء في مواضع أخر كقوله تعالى: * (والله فضل بعضكم على بعض فى الرزق فما الذين فضلوا برآدى رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سوآء) *. وقوله تعالى * (انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللا خرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا) * وقوله تعالى: * (الله يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر) * وقوله تعالى: * (ولاكن ينزل بقدر ما يشآء إنه