وقوله تعالى: * (وما يغنى عنه ماله إذا تردى) * وقوله تعالى * (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم) * إلى غير ذلك من الآيات.
وقد قدمنا طرفا من هذا في سورة الكهف في الكلام على قوله تعالى: * (ولئن رددت إلى ربى لأجدن خيرا منها منقلبا) *.
ولنرجع إلى تفسير ألفاظ الآية الكريمة. فقوله * (لجعلنا) * أي صيرنا، وقوله * (لبيوتهم) * بدل اشتمال مع إعادة العامل، من قوله لمن يكفر، وعلى قراءة سقفا بضمتين، فهو جمع سقف، وسقف البيت معروف.
وعلى قراءة سقفا بفتح السين، وسكون القاف: فهو مفرد أريد به الجمع.
وقد قدمنا في أول سورة الحج في الكلام على قوله تعالى * (ثم نخرجكم طفلا) * أن المفرد إذا كان اسم جنس. يجوز إطلاقه مرادا به الجمع وأكثرنا من أمثلة ذلك في القرآن، ومن الشواهد العربية. على ذلك.
وقوله * (ومعارج) * الظاهر أنه جمع معرج بلا ألف بعد الراء.
والمعرج والمعراج بمعنى واحد وهو الآلة التي يعرج بها أي يصعد بها، إلى العلو.
وقوله: يظهرون أي يصعدون ويرتفعون، حتى يصيروا على ظهور البيوت. ومن ذلك المعنى قوله تعالى * (فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا) *.
والسرر جمع سرير، والاتكاء معروف.
والأبواب جمع باب وهو معروف، والزخرف الذهب.
قال الزمخشري: إن المعارج التي هي المصاعد، والأبواب والسرر كل ذلك من فضة، كأنه يرى اشتراك المعطوف والمعطوف عليه في ذلك، وعلى هذا المعنى فقوله زخرفا مفعول، عامله محذوف والتقدير وجعلنا لهم مع ذلك زخرفا.