وآية الزخرف هذه تدل على أن التمسك بهذا القرآن على هدى من الله، وهذا معلوم بالضرورة. قوله تعالى: * (واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنآ أجعلنا من دون الرحمان ءالهة يعبدون) *. ما تضمنته هذه الآية الكريمة. من أن جميع الرسل جاءوا بإخلاص التوحيد لله، الذي تضمنته كلمة لا إله إلا الله، جاء موضحا في آيات كثيرة، كقوله تعالى * (ولقد بعثنا فى كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) *.
وقوله تعالى: * (ومآ أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إلاه إلا أنا فاعبدون) *، وذلك التوحيد هو أول ما يأمر به كل نبي أمته.
قال تعالى: * (لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إلاه غيره) *، وقال تعالى: * (وإلى عاد أخاهم هودا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إلاه غيره) *، وقال تعالى: * (وإلى ثمود أخاهم صالحا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إلاه غيره) *، وقال تعالى: * (وإلى مدين أخاهم شعيبا قال ياقوم اعبدوا الله) *. إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى: * (ولقد أرسلنا موسى بأاياتنآ إلى فرعون وملايه) *. قد قدمنا الكلام على قصة موسى وفرعون في سورة الأعراف وسورة طه. قوله تعالى: * (وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون) *. لم يبين هنا نوع العذاب الذي أخذهم به، ولكنه أوضحه في الأعراف في قوله تعالى: * (وقالوا مهما تأتنا به من ءاية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ءايات مفصلات) *، وقوله تعالى: * (ولقد أخذنآ ءال فرعون بالسنين ونقص من الثمرات) *. قوله تعالى: * (وقالوا ياأيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون) *.