أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ١٠٠
حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما) *، إلى غير ذلك من الآيات. وقوله: * (ذكرى) *، أعربه بعضهم مرفوعا، على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هذه ذكرى، وأعربه بعضهم منصوبا، وفي إعرابه على أنه منصوب أوجه:
منها أنه ما ناب عن المطلق، من قوله: * (منذرون) *، لأن أنذر وذكر متقاربان.
ومنها أنه مفعول من أجله، أي: منذرون من أجل الذكرى بمعنى التذكرة.
ومنها أنها حال من الضمير في * (منذرون) *، أي: ينذرونهم في حال كونهم ذوي تذكرة. * (إنهم عن السمع لمعزولون) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة (الحجر)، في الكلام على قوله تعالى: * (ولقد جعلنا فى السماء بروجا وزيناها للناظرين * وحفظناها) *. * (فلا تدع مع الله إلاها ءاخر فتكون من المعذبين) *. قد أوضحنا في سورة (بني إسرائيل)، في الكلام على قوله تعالى: * (لا تجعل مع الله إلاها ءاخر فتقعد مذموما مخذولا) *، بالدليل القرءاني أن النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب بمثل هذا الخطاب، والمراد التشريع لأمته مع بعض الشواهد العربية، وقوله هنا: * (فلا تدع مع الله إلاها ءاخر) * الآية، جاء معناه في آيات كثيرة؛ كقوله: * (لا تجعل مع الله إلاها ءاخر فتقعد مذموما مخذولا) *، وقوله تعالى: * (ولا تجعل مع الله إلاها ءاخر فتلقى فى جهنم ملوما مدحورا) *، وقوله تعالى: * (لئن أشركت ليحبطن عملك) *، إلى غير ذلك من الآيات. * (وأنذر عشيرتك الا قربين) *. هذا الأمر في هذه الآية الكريمة بإنذاره خصوص عشيرته الأقربين، لا ينافي الأمر بالإنذار العام، كما دلت على ذلك الآيات القرآنية؛ كقوله تعالى: * (تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) *، وقوله تعالى: * (وأوحى إلى هاذا القرءان لانذركم به ومن بلغ) *، وقوله تعالى: * (وتنذر به قوما لدا) *، والآيات بمثل ذلك كثيرة.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»