الحد، بقوله: * (وأنهم يقولون ما لا يفعلون) *، فلم يحده مع إقراره بموجب الحد. * (وأنهم يقولون ما لا يفعلون) *. هذا الذي ذكره هنا عن (الشعراء) من أنهم يقولون ما لا يفعلون، بين في آية أخرى أنه من أسباب المقت عنده جل وعلا، وذلك في قوله تعالى: * (يأيها الذين ءامنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) *، والمقت في لغة العرب: البغض الشديد، فقول الإنسان ما لا يفعل، كما ذكر عن الشعر يبغضه الله، وإن كان قوله ما لا يفعل فيه تفاوت، والعلم عند الله تعالى. * (إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في أول سورة (الكهف)، في الكلام على قوله تعالى: * (ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا) *، مع شواهده العربية. * (وذكروا الله كثيرا) *. أثنى الله تعالى في هذه الآية الكريمة على الذين آمنوا وعملوا الصالحات بذكرهم الله كثيرا، وهذا الذي أثنى عليهم به هنا من كثرة ذكر الله، أمر به في آيات أخر، وبين جزاءه؛ قال تعالى: * (واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) *، وقال تعالى: * (ياأيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا) *، وقال تعالى: * (إن في خلق السماوات والارض واختلاف اليل والنهار لايات لاولى الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) *، وقال تعالى: * (والذكرين الله كثيرا والذكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) *. * (وانتصروا من بعد ما ظلموا) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له؛ كقوله تعالى: * (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس) *، في آخر سورة (النحل)، في الكلام على قوله تعالى: * (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين) *.
(١٠٧)