أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ٤٤
: * (إذا السماء انشقت) * الآية وقوله تعالى: * (فإذا النجوم طمست * وإذا السماء فرجت) * الآية فقوله: فرجت: أي شقت، فكان فيها فروج أي شقوق كقوله، * (إذا السماء انفطرت) * وقوله تعالى: * (وفتحت السماء فكانت أبوابا) * وأما الغمام ونزول الملائكة، فقذ ذكرهما معا في قوله تعالى: * (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة) * الآية. وقد ذكر جل وعلا نزول الملائكة في أيات أخرى كقوله * (وجاء ربك والملك صفا صفا) * وقوله تعالى: * (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتى ربك) * الآية وقوله تعالى: * (ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين) *.
قال الزمخشري: والمعنى: أن السماء تنفتح بغمام يخرج منها، وفي الغمام الملائكة ينزلون، وفي أيديهم صحف أعمال العباد. انتهى منه.
وقرأ هذا الحرف نافع وابن كثير وابن عامر تشقق بتشديد الشين، والباقون بتخفيفها بحذف إحدى التاءين، وقرأ ابن كثير: وننزل الملائكة بنونين الأولى مضمومة، والثانية ساكنة مع تخفيف الزاي، وضم اللام، مضارع أنزل، والملائكة بالنصب مفعول به، والباقون بنون واحدة وكسر الزاي المشددة ماضيا مبنيا للمفعول، والملائكة مرفوعا نائب فاعل نزل، والأظهر أن يوم منصوب باذكر مقدرا، كما قاله القرطبي، والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى: * (الملك يومئذ الحق للرحمان وكان يوما على الكافرين عسيرا) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن الملك الحق يوم القيامة له جل وعلا دون غيره، وأن يوم القيامة كان عسيرا على الكافرين.
وهذان الأمران المذكوران في هذه الآية الكريمة جاءا موضحين في آيات من كتاب الله أما كون الملك له يوم القيامة، فقد ذكره تعالى في آيات من كتابه كقوله جلا وعلا: * (مالك يوم الدين) * وقوله: * (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) * وقوله تعالى: * (وله الملك يوم ينفخ فى الصور) * الآية إلى غير ذلك من الآيات.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»