وقيل: الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله، وأظهر الأقوال في الآية عندي، أن الشهداء هم الرسل من البشر، الذين أرسلوا إلى الأمم، لأنه لا يقضي بين الأمة حتى يأتي رسولها، كما صرح تعالى بذلك في سورة يونس في قوله تعالى: * (ولكل أمة رسول فإذا جآء رسولهم قضى بينهم بالقسط وهم لا يظلمون) * فصرح جل وعلا بأنه يسأل الرسل عما أجابتهم به أممهم، كما قال تعالى: * (يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذآ أجبتم) * وقال تعالى * (فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين) * وقد يشير إلى ذلك قوله تعالى: * (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هاؤلاء شهيدا) * لأن كونه صلى الله عليه وسلم هو الشهيد على هؤلاء الذين هم أمته، يدل على أن الشهيد على كل أمة هو رسولها.
وقد بين تعالى أن الشهيد على كل أمة من أنفس الأمة، فدل على أنه ليس من الملائكة، وذلك في قوله تعالى * (ويوم نبعث فى كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم) * والرسل من أنفس الأمم كما قال تعالى في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: * (لقد جآءكم رسول من أنفسكم) *. وقال تعالى: * (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم) *.
والمسوغ للإيجاز بحذف الفاعل في قوله تعالى: * (وجىء بالنبيين) * هو أنه من المعلوم الذي لا نزاع فيه، أنه لا يقدر على المجيء بهم إلا الله وحده جل وعلا.
وقرأ هذا الحرف عامة السبعة غير الكسائي وهشام عن ابن عامر، وجئ بكسر الجيم كسرة خالصة.
وقرأه الكسائي وهشام عن ابن عامر بإشمام الكسرة الضم.
وإنما كان الإشمام هنا جائزا، والكسر جائزا، لأنه لا يحصل في الآية البتة، لبس بين المبني للفاعل، والمبني للمفعول، إذ من المعلوم أن قوله هنا: وجئ مبني للمفعول ولا يحتمل البناء للفاعل بوجه، وما كان كذلك جاز فيه الكسر الخالص وإشمام الكسرة الضم كما أشار له في الخلاصة بقوله: وإنما كان الإشمام هنا جائزا، والكسر جائزا، لأنه لا يحصل في الآية البتة، لبس بين المبني للفاعل، والمبني للمفعول، إذ من المعلوم أن قوله هنا: وجئ مبني للمفعول ولا يحتمل البناء للفاعل بوجه، وما كان كذلك جاز فيه الكسر الخالص وإشمام الكسرة الضم كما أشار له في الخلاصة بقوله:
* واكسر أو أشمم فا ثلاثي أعل * عينا وضم حاء كبوع فاحتمل *