أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ٣٦٩
أما إذا أسند ذلك الفعل إلى ضمير الرفع المتصل، فإن ذلك قد يؤدي إلى اللبس، فيشتبه المبني للمفعول، بالمبني للفاعل، فيجب حينئذ اجتناب الشكل الذي يوجب اللبس، والإتيان بما يزيل اللبس من شكل أو إشمام كما أشار له في الخلاصة بقوله: وإن بشكل خيف لبس يجتنب ومن أمثلة ذلك قول الشاعر، وقد أنشده صاحب اللسان: ومن أمثلة ذلك قول الشاعر، وقد أنشده صاحب اللسان:
* وإني على المولى وإن قل نفعه * دفوع إذا ما صمت غير صبور * فقوله صمت أصله صيمت بالبناء للمفعول فيجب الإشمام أو الضم لأن الكسر الخالص يجعله محتملا للبناء للفاعل كبعت وسرت. وقول جرير يرثي المرار بن عبد الرحمن بن أبي بكرة: فقوله صمت أصله صيمت بالبناء للمفعول فيجب الإشمام أو الضم لأن الكسر الخالص يجعله محتملا للبناء للفاعل كبعت وسرت. وقول جرير يرثي المرار بن عبد الرحمن بن أبي بكرة:
* وأقول من جزع وقد فتنا به * ودموع عيني في الرداء غزار * * للدافنين أخا المكارم والندا * لله ما ضمنت بك الأحجار * أصله فوتنا بالبناء للمفعول فيجب الكسر أو الإشمام لأن الضم الخالص يجعله محتملا للبناء للفاعل، كقلنا وقمنا.
* (وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جآءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتهآ ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم ءايات ربكم وينذرونكم لقآء يومكم هاذا قالوا بلى ولاكن حقت كلمة العذاب على الكافرين * قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين * وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جآءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين * وقالوا الحمد لله الذى صدقنا وعده وأورثنا الا رض نتبوأ من الجنة حيث نشآء فنعم أجر العاملين * وترى الملائكة حآفين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين) * قوله تعالى: * (وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا) *. الزمر الأفواج المتفرقة، واحده زمرة، وقد عبر تعالى عنها هنا بالزمر، وعبر عنها في الملك بالأفواج في قوله تعالى: * (كلما ألقى فيها فوج) *، وعبر عنها في الأعراف بالأمم في قوله تعالى: * (قال ادخلوا فى أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس فى النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لا ولاهم) *.
وقال في فصلت * (وحق عليهم القول فى أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين) * وقال تعالى: * (هاذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالو النار) *.
ومن إطلاق الزمر على ما ذكرنا قوله:
(٣٦٩)
مفاتيح البحث: العذاب، العذب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»