أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ٣٧٩
وليذكر أولوا الألباب) * إلى غير ذلك من الآيات.
وقد دلت آية المؤمن هذه، وما في معناها من الآيات، على أن غير أولي الألباب المتذكرين المذكورين آنفا، لا يتذكر ولا يتعظ بالآيات، بل يعرض عنها أشد الإعراض.
وقد جاء هذا المعنى موضحا، في آيات كثيرة من كتاب الله، كقوله تعالى: * (وكأين من ءاية فى السماوات والا رض يمرون عليها وهم عنها معرضون) *. وقوله تعالى: * (وإن يروا ءاية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) * وقوله * (وإذا رأوا ءاية يستسخرون) *. وقوله تعالى: * (قل انظروا ماذا فى السماوات والا رض وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون) * وقوله * (وما تأتيهم من ءاية من ءايات ربهم إلا كانوا عنها معرضين) * في الأنعام ويس إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى: * (فادعوا الله مخلصين له الدين) *. قد قدمنا الكلام على نحوه من الآيات في أول سورة الزمر، في الكلام على قوله * (فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص) *. قوله تعالى: * (يلقى الروح من أمره على من يشآء من عباده لينذر يوم التلاق يوم هم بارزون) *. قد قدمنا إيضاحه بالآيات القرآنية، في أول سورة النحل، في الكلام على قوله تعالى * (ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشآء من عباده أن أنذروا أنه لا إلاه إلا أنا فاتقون) *. وقوله تعالى في آية المؤمن هذه * (يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شىء) * جاء مثله في آيات كثيرة، كقوله في بروزهم ذلك اليوم * (يوم تبدل الا رض غير الا رض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار) * وقوله تعالى * (وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا) *.
وكقوله في كونهم لا يخفى على الله منهم شيء ذلك اليوم * (يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية) *. وقوله تعالى: * (إن ربهم بهم يومئذ لخبير) *. وقوله تعالى: * (إن الله لا يخفى عليه شىء في الا رض ولا فى السمآء) * والآيات بمثل ذلك كثيرة، وقد بيناها في أول سورة هود في الكلام على قوله تعالى * (ألا إنهم
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»