أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ٢٩٣
من شىء) *، وقد بين تعالى أن الذين أنكروا إنزال الله الوحي كهؤلاء أنهم لم يقدروه حق قدره، أي: لن يعظموه حق عظمته، وذلك في قوله تعالى: * (وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شىء) *.
* (قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم * قالوا طائركم معكم أءن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون * وجآء من أقصى المدينة رجل يسعى قال ياقوم اتبعوا المرسلين * اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون * وما لى لا أعبد الذى فطرنى وإليه ترجعون * أءتخذ من دونه ءالهة إن يردن الرحمان بضر لا تغن عنى شفاعتهم شيئا ولا ينقذون * إنى إذا لفى ضلال مبين * إنىءامنت بربكم فاسمعون * قيل ادخل الجنة قال ياليت قومى يعلمون * بما غفر لى ربى وجعلنى من المكرمين * ومآ أنزلنا على قومه من بعده من جند من السمآء وما كنا منزلين * إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون * ياحسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون * ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون * وإن كل لما جميع لدينا محضرون * وءاية لهم الا رض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون * وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون * ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون * سبحان الذى خلق الا زواج كلها مما تنبت الا رض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون * وءاية لهم اليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون * والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم * والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم * لا الشمس ينبغى لهآ أن تدرك القمر ولا اليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون) * * (قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم قالوا طائركم معكم) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة (الأعراف)، في الكلام على قوله تعالى: * (وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه) *، وذكرنا بعض الكلام عليه في سورة (النمل)، في الكلام على قوله تعالى: * (قالوا اطيرنا بك وبمن معك) *.
* (اتبعوا من لا يسألكم أجرا) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له، وما يتعلق بها من الأحكام في سورة (هود)، في الكلام على قوله تعالى: * (كارهون وياقوم لا أسألكم عليه مالا إن أجرى إلا على الله) *. * (وما لى لا أعبد الذى فطرنى وإليه ترجعون) *. قوله: * (فطرنى) *، معناه: خلقني وابتدعني، كما تقدم إيضاحه في أول سورة (فاطر).
والمعنى: أي شئ ثبت لي يمنعني من أن أعبد الذي خلقني، وابتدعني، وأبرزني من العدم إلى الوجود، وما دلت عليه هذه الآية الكريمة من أن الذي يخلق هو وحده الذي يستحق أن يعبد وحده، جاء موضحا في آيات كثيرة من كتاب الله.
وقد قدمنا إيضاح ذلك في سورة (الفرقان)، في الكلام على قوله تعالى: * (واتخذوا من دونه ءالهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون) *، وفي سورة (الرعد)، في الكلام على قوله تعالى: * (أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه) *. * (أءتخذ من دونه ءالهة إن يردن الرحمان بضر لا تغن عنى شفاعتهم شيئا ولا ينقذون * إنى إذا لفى ضلال مبين) *.
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»