أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ٢٨٢
الكلام على قوله تعالى: * (وهو الذى سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها) *.
وتقدم في سورة (الأنعام)، في الكلام على قوله تعالى: * (يكسبون يامعشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم) *.
أن قوله في آية (فاطر) هذه: * (ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها) *، دليل قرءاني واضح على بطلان دعوى من ادعى من العلماء أن اللؤلؤ والمرجان لا يخرجان إلا من البحر الملح خاصة.
* (ويوم القيامة يكفرون بشرككم) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة (مريم)، في الكلام على قوله تعالى: * (كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا) *، وفي غيره من المواضع. * (ياأيها الناس أنتم الفقرآء إلى الله والله هو الغنى الحميد) *. بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه غني عن خلقه، وأن خلقه مفتقر إليه، أي: فهو يأمرهم وينهاهم لا لينتفع بطاعتهم، ولا ليدفع الضر بمعصيتهم، بل النفع في ذلك كله لهم، وهو جل وعلا الغني لذاته الغني المطلق.
وما دلت عليه هذه الآية الكريمة مع كونه معلوما من الدين بالضرورة، جاء في مواضع كثيرة من كتاب الله؛ كقوله تعالى: * (والله الغنى وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم) *، وقوله تعالى: * (فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غنى حميد) *، وقوله تعالى: * (وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن فى الارض جميعا فإن الله لغنى حميد) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وبذلك تعلم عظم افتراء * (الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) *، وقد هددهم الله على ذلك، بقوله: * (سنكتب ما قالوا وقتلهم الانبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق) *.
* (إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد * وما ذلك على الله بعزيز * ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شىء ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلواة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير * وما يستوى الا عمى والبصير * ولا الظلمات ولا النور * ولا الظل ولا الحرور * وما يستوى الا حيآء ولا الا موات إن الله يسمع من يشآء ومآ أنت بمسمع من فى القبور * إن أنت إلا نذير * إنآ أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير * وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جآءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير * ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير * ألم تر أن الله أنزل من السمآء مآء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود * ومن الناس والدوآب والا نعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور * إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلواة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور * ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور * والذى أوحينآ إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير) * * (إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد * وما ذلك على الله بعزيز) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة (النساء)، في الكلام على قوله تعالى: * (إن
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»