أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ١٥٤
وعلا هو الذي يهدي من يشاء هداه، وهو أعلم بالمهتدين.
وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية جاء موضحا في آيات كثيرة؛ كقوله تعالى: * (إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدى من يضل) *، وقوله: * (ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم) *، إلى غير ذلك من الآيات، كما تقدم إيضاحه.
وقوله: * (وهو أعلم بالمهتدين) *، جاء معناه موضحا في آيات كثيرة؛ كقوله: * (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى) *، وقوله تعالى: * (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) *، والآيات بمثل ذلك كثيرة، وقد أوضحنا سابقا أن الهدى المنفي عنه صلى الله عليه وسلم، في قوله تعالى هنا: * (إنك لا تهدى من أحببت) *، هو هدى التوفيق؛ لأن التوفيق بيد الله وحده، وأن الهدى المثبت له صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: * (وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم) *، هو هدى الدلالة على الحق والإرشاد إليه، ونزول قوله تعالى: * (إنك لا تهدى من أحببت) *، في أبي طالب مشهور معروف. * (وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في أول سورة (الكهف)، في الكلام على قوله تعالى: * (الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب) *. * (كل شىء هالك إلا وجهه) *. كقوله تعالى: * (كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) *، والوجه من الصفات التي يجب الإيمان بها مع التنزيه التام عن مشابهة صفات الخلق، كما أوضحناه في سورة (الأعراف)، وفي غيرها. * (له الحكم وإليه ترجعون) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة (الكهف)، في الكلام على قوله تعالى: * (ولا يشرك فى حكمه أحدا) *، وقد تركنا ذكر إحالات كثيرة في سورة (القصص)، هذه.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»