كقوله * (وإنه لتنزيل رب العالمين) *، وقوله: * (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) * وقوله: * (تنزيل من الرحمان الرحيم) * والآيات بمثل ذلك كثيرة جدا. قوله تعالى: * (وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى) *. خاطب الله نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة بأنه: إن يجهر بالقول أي يقله جهرة في غير خفاء، فإنه جل وعلا يعلم السر وما هو أخفى من السر. وهذا المعنى الذي أشار إليه هنا ذكره في مواضع أخر، كقوله: * (وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور) *، وقوله: * (والله يعلم ما تسرون وما تعلنون) *، وقوله تعالى: * (والله يعلم إسرارهم) *، وقوله تعالى: * (قل أنزله الذى يعلم السر فى السماوات والا رض) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وفي المراد بقوله في هذه الآية * (وأخفى) * أوجه معروفة كلها حق ويشهد لها قرآن. قال بعض أهل العلم * (يعلم السر) *: أي ما قاله العبد سرا * (وأخفى) * أي ويعلم ما هو أخفى من السر، وهو ما توسوس به نفسه. كما قال تعالى: * (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) *. وقال بعض أهل العلم: * (فإنه يعلم السر) *: أي ما توسوس به نفسه * (وأخفى) * من ذلك، وهو ما علم الله أن الإنسان سيفعله قبل أن يعلم الإنسان أنه فاعله، كما قال تعالى: * (ولهم أعمال من دون ذالك هم لها عاملون) *، وكما قال تعالى: * (هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الا رض وإذ أنتم أجنة فى بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) * فالله يعلم ما يسره الإنسان اليوم. وما سيسره غدا. والعبد لا يعلم ما في غد كما قال زهير في معلقته: هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الا رض وإذ أنتم أجنة فى بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) * فالله يعلم ما يسره الإنسان اليوم. وما سيسره غدا. والعبد لا يعلم ما في غد كما قال زهير في معلقته:
* وأعلم علم اليوم والأمس قبله * ولكنني عن علم ما في غد عم * وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (وأخفى) * صيغة تفضيل كل بينا، أي