أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٤ - الصفحة ٣٥
و (إذا) هي الفجائية، وقد قدمنا كلام العلماء فيها فأغنى ذلك عن إعادته هنا. والحبال: جمع حبل، وهو معروف. و (العصي) جمع عصا، وألف العصا منقلبة عن واو، ولذا ترد إلى أصلها في التثنية: ومنه قول غيلان ذي الرمة:
* فجاءت بنسج العنكبوت كأنه * على عصوبها سابري مشبرق * وأصل العصي عصوو على وزن فعول جمع عصا. فأعل بإبدال الواو التي في موضع اللام ياء فصار عصويا، فأبدلت الواو ياء وأدغمت في الياء، فالياء أن أصلهما واوان. وإلى جواز هذا النوع من الإعلال في واوي اللام مما جاء على فعول أشار في الخلاصة بقوله: وأصل العصي عصوو على وزن فعول جمع عصا. فأعل بإبدال الواو التي في موضع اللام ياء فصار عصويا، فأبدلت الواو ياء وأدغمت في الياء، فالياء أن أصلهما واوان. وإلى جواز هذا النوع من الإعلال في واوي اللام مما جاء على فعول أشار في الخلاصة بقوله:
* كذاك ذا وجهين جا الفعول من * ذي الواو لام جمع أو فرد يعن * وضمة الصاد في * (وعصيهم) * أبدلت كسرة لمجانسة الياء، وضمة عين (عصيهم) أبدلت كسرة لاتباع كسرة الصاد. والتخيل في قوله * (يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى) * هو إبداء أمر لا حقيقة له، ومنه الخيال. وهو الطيف الطارق في النوم. قال الشاعر: يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى) * هو إبداء أمر لا حقيقة له، ومنه الخيال. وهو الطيف الطارق في النوم. قال الشاعر:
* ألا يا لقومي للخيال المشوق * وللدار تنأى بالحبيب ونلتقي * وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى) * يدل على أن السحر الذي جاء به سحرة فرعون تخييل لا حقيقة له في نفس الأمر. وهذا الذي دلت عليه آية (طه) هذه دلت عليه آية (الأعراف) وهي قوله تعالى: * (فلمآ ألقوا سحروا أعين الناس) *، لأن قوله: * (سحروا أعين الناس) * يدل على أنهم خيلوا لأعين الناظرين أمرا لا حقيقة له. وبهاتين الآيتين احتج المعتزلة ومن قال بقولهم على أن السحر خيال لا حقيقة له.
والتحقيق الذي عليه جماهير العلماء من المسلمين: أن السحر منه ما هو أمر له حقيقة لا مطلق تخييل لا حقيقة له، ومما يدل على أن منه ما له حقيقة قوله تعالى: * (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه) * فهذه الآية تدل على أنه شيء موجود له حقيقة تكون سببا للتفريق بين الرجل وامرأته وقد عبر الله عنه بما الموصولة وهي تدل على أنه شيء له وجود حقيقي. ومما يدل على ذلك أيضا قوله تعالى: * (ومن شر النفاثات فى العقد) * يعني السواحر اللاتي يعقدن في سحرهن وينفثن في عقدهن. فلولا أن السحر حقيقة لم يأمر الله بالاستعاذة منه. وسيأتي إن شاء الله أن السحر أنواع: منها ما هو أمر له حقيقة، ومنها ما هو تخييل لا حقيقة له. وبذلك يتضح عدم التعارض بين الآيات الدالة على أن له حقيقة، والآيات الدالة على أنه خيال.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»