أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٤ - الصفحة ٢٤
ومرعاها والجبال أرساها متاعا لكم ولانعامكم) *، وقوله في (عبس): * (ثم شققنا الا رض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدآئق غلبا وفاكهة وأبا متاعا لكم ولانعامكم) * وقوله في (النحل): * (هو الذى أنزل من السماء مآء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة * (لا ولى النهى) * أي لأصحاب العقول. فالنهي: جمع نهية بضم النون، وهي العقل. لأنه ينهي صاحبه عما لا يليق. تقول العرب: نهو الرجل بصيغة فعل بالضم: إذا كملت نهيته أي عقله. وأصله نهي بالياء فأبدلت الياء واوا لأنها لام فعل بعد ضم. كما أشار له في الخلاصة بقوله: لا ولى النهى) * أي لأصحاب العقول. فالنهي: جمع نهية بضم النون، وهي العقل. لأنه ينهي صاحبه عما لا يليق. تقول العرب: نهو الرجل بصيغة فعل بالضم: إذا كملت نهيته أي عقله. وأصله نهي بالياء فأبدلت الياء واوا لأنها لام فعل بعد ضم. كما أشار له في الخلاصة بقوله:
* وواوا إثر الضم رد اليا متى * ألفي لام فعل أو من قبل تا * منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) *. الضمير في قوله (منها) معا، وقوله * (وأنزلنا فيها) * راجع إلى (الأرض) المذكورة في قوله * (الذى جعل * الارض مهادا) *.
وقد ذكر في هذه الآية الكريمة ثلاث مسائل:
الأولى: أنه خلق بني آدم من الأرض.
الثانية: أنه يعيدهم فيها.
الثالثة: أنه يخرجهم منها مرة أخرى. وهذه المسائل الثلاث المذكورة في هذه الآية جاءت موضحة في غير هذه الموضع.
أما خلقه إياهم من الأرض فقد ذكره في مواضع من كتابه. كقوله * (ياأيها الناس إن كنتم فى ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب) *، وقوله تعالى: * (ومن ءاياته أن خلقكم من تراب) *، وقوله في سورة (المؤمن): * (هو الذى خلقكم من تراب) *، إلى غير ذلك من الآيات.
والتحقيق أن معنى خلقه الناس من تراب أنه خلق أباهم آدم منها. كما قال تعالى: * (إن مثل عيسى عند الله كمثل ءادم خلقه من تراب) *. ولما خلق أباهم من تراب وكانوا تبعا له في الخلق صدق عليهم أنهم خلقوا من تراب. وما يزعمه
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»