أجلك، والمؤمن يغضب لله عز وجل إذا عصى انتهى منه. والمعنى على ما ذكر: مغاضبا قومه من أجل ربه، أي، من أجل كفرهم به، وعصيانهم له. وغير هذا لا يصح في الآية. وقوله تعالى: * (فنادى فى الظلمات) *. أي ظلمة البحر، وظلمة الليل، وظلمة بطن الحوت. (وأن) في قوله * (أن لا إلاه إلا أنت) * مفسرة، وقد أوضحنا فيما تقدم معنى (أن لا إله)، ومعنى (سبحانك)، ومعنى الظلم، فأغنى ذلك عن إعادته هنا.
وقوله: * (فاستجبنا له) * أي أجبناه ونجيناه من الغم الذي هو فيه في بطن الحوت، وإطلاق استجاب بمعنى أجاب معروف في اللغة، ومنه قول كعب بن سعد الغنوي: فاستجبنا له) * أي أجبناه ونجيناه من الغم الذي هو فيه في بطن الحوت، وإطلاق استجاب بمعنى أجاب معروف في اللغة، ومنه قول كعب بن سعد الغنوي:
* وداع دعا يا من يجيب إلى الندى * فلم يستجبه عند ذاك مجيب * وما ذكره الله جل وعلا في هذه الآية: من نداء نبيه يونس في تلك الظلمات هذا النداء العظيم، وأن الله استجاب له ونجاه من الغم أوضحه في غير هذا الموضع.
وبين في بعض المواضع: أنه لو لم يسبح هذا التسبيح العظيم للبث في بطن الحوت إلى يوم البعث ولم يخرج منه. وبين في بعضها أنه طرحه بالعراء وهو سقيم.
وبين في بعضها: أنه خرج بغير إذن كخروج العبد الآبق، وأنهم اقترعوا على من يلقى في البحر فوقعت القرعة على يونس أنه هو الذي يلقى فيه.
وبين في بعضها: أن الله تداركه برحمته. ولو لم يتداركه بها لنبذ بالعراه في حال كونه مذموما، ولكنه تداركه بها فنبذ غير مذموم، قال تعالى في (الصافات): * (وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين فالتقمه الحوت وهو مليم فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون فنبذناه بالعرآء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فأامنوا فمتعناهم إلى حين) *. فقوله في آيات (الصافات) المذكورة * (إذ أبق) * أي حين أبق، وهو من قول العرب: عبد آبق، لأن يونس خرج قبل أن يأذن له ربه، ولذلك أطلق عليه اسم الإباق. واستحقاق الملامة في قوله: * (وهو مليم) * لأن المليم اسم فاعل ألام إذا فعل ما يستوجب