، وقوله: * (وءاخرين مقرنين فى الا صفاد) *.
وصفة البساط، وصفة حمل الريح له، وصفة جنود سليمان من الجن والإنس والطير كل ذلك مذكور بكثرة في كتب التفسير، ونحن لم نطل به الكلام في هذا الكلام المبارك. قوله تعالى: * (وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وءاتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين) *. الظاهر أن قوله * (وأيوب) * منصوب باذكر مقدرا، ويدل على ذلك قوله تعالى في (ص) * (واذكر عبدنآ أيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الشيطان بنصب وعذاب) *.
وقد أمر جل وعلا في هاتين الآيتين الكريمتين نبيه صلى الله عليه وسلم: أن يذكر أيوب حين نادى ربه قائلا: * (أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين) * وأن ربه استجاب له فكشف عنه جميع ما به من الضر، وأنه آتاه أهله، وآتاه مثلهم معهم رحمة منه جل وعلا به، وتذكيرا للعابدين أي الذين يعبدون الله لأنهم هم المنتفعون بالذكرى.
وهذا المعنى الذي ذكره هنا ذكره أيضا في سورة (ص) في قوله: * (واذكر عبدنآ أيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الشيطان بنصب وعذاب) * إلى قوله * (لا ولى الا لباب) * والضر الذي مس أيوب، ونادى ربه ليكشفه عنه كان بلاء أصابه في بدنه وأهله وماله. ولما أراد الله إذهاب الضر عنه أمره أن يركض برجله ففعل، فنبعت له عين ماء فاغتسل منها فزال كل ما بظاهر بدنه من الضر، وشرب منها فزال كل ما بباطنه. كما أشار تعالى إلى ذلك في قوله: * (اركض برجلك هاذا مغتسل بارد وشراب) *.
وما ذكره في (الأنبياء): من أنه آتاه أهله ومثلهم معهم رحمة منه وذكرى لمن يعبده بينه في (ص) في قوله، * (ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لا ولى الا لباب) *، وقوله في (الأنبياء)، * (وذكرى للعابدين) * مع قوله في (ص)، * (وذكرى لا ولى الا لباب) * فيه الدلالة الواضحة على أن أصحاب العقول السليمة من شوائب الاختلال، هم الذين يعبدون الله وحده ويطيعونه. وهذا يؤيد قول من قال من أهل العلم، إن من أوصى بشيء من ماله لأعقل الناس أن تلك الوصية تصرف لأتقى الناس وأشدهم طاعة لله تعالى. لأنهم هم أولو الألباب. أي العقول