ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضه أهل السماء، ثم يوضع له البغضاء في الأرض) ا ه. قوله تعالى: * (فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه إنما يسر هذا القرآن بلسان هذا النبي العربي الكريم، ليبشر به المتقين، وينذر به الخصوم الألداء، وهم الكفرة. وما تضمنته هذه الآية الكريمة جاء موضحا في مواضع أخر. أما ما ذكر فيها من تيسير هذا القرآن العظيم فقد أوضحه في مواضع أخر، كقوله في سورة (القمر) مكررا لذلك: * (ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر) *، وقوله في آخر (الدخان): * (فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون) * وأما ما ذكر فيها من كونه بلسان هذا النبي العربي الكريم فقد ذكره في مواضع أخر، كقوله: * (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الا مين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربى مبين) *، وقوله تعالى: * (الر تلك ءايات الكتاب المبين إنآ أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) *، وقوله تعالى: * (حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرءانا عربيا لعلكم تعقلون) *، وقوله تعالى: * (لسان الذى يلحدون إليه أعجمى وهاذا لسان عربى مبين) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وقوله في هذه الآية الكريمة: * (لتبشر به المتقين) * قد أوضحنا الآيات الدالة عليه في سورة (الكهف) وغيرها فأغنى ذلك عن إعادته هنا. وأظهر الأقوال في قوله: * (لدا) * أنه جمع الألد، وهو شديد الخصومة. ومنه قوله تعالى: * (وهو ألد الخصام) *، وقول الشاعر: وهو ألد الخصام) *، وقول الشاعر:
* أبيت نجيا للهموم كأنني * أخاصم أقواما ذوي جدل لدا * وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا) *. * (وكم أهلكنا) * في هذه الآية الكريمة هي الخيرية، وهي في محل نصب لأنها مفعول * (أهلكنا) *. و * (من) * هي المبينة ل * (كم) * كما تقدم إيضاحه.
وقوله: * (هل تحس منهم من أحد) * أي هل ترى أحدا منهم، أو تشعر به، أو تجده * (أو تسمع لهم ركزا) * أي صوتا. وأصل الركز: الصوت الخفي. ومنه ركز