صفا) *، ونظيره في كلام العرب من إتيان اللام بمعنى على البيت الذي قدمناه في أول سورة (هود)، وقدمنا الاختلاف في قائله، وهو قوله: وعرضوا على ربك صفا) *، ونظيره في كلام العرب من إتيان اللام بمعنى على البيت الذي قدمناه في أول سورة (هود)، وقدمنا الاختلاف في قائله، وهو قوله:
* هتكت له بالرمح جيب قميصه * فخر صريعا لليدين وللفم * أي خر صريعا على اليدين:
وقد علم من هذه الآيات: أن النار تعرض عليهم ويعرضون عليها. لأنها تقرب إليهم ويقربون إليها. كما قال تعالى في عرضها عليهم هنا: * (وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا) *، وقال في عرضهم عليها: * (ويوم يعرض الذين كفروا على النار) *، ونحوها من الآيات. وقد بينا شيئا من صفات عرضهم دلت عليه آيات أخر من كتاب الله في الكلام على قوله تعالى * (وعرضوا على ربك صفا) *. وقول من قال: إن قوله هنا: (وعرضنا جهنم) الآية فيه قلب. وأن المعنى: وعرضنا الكافرين لجهنم أي عليها بعيد كما أوضحه أبو حيان في البحر. والله تعالى أعلم.
قوله تعالى: * (الذين كانت أعينهم فى غطآء عن ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعا) *. التحقيق في قوله: * (الذين كانت أعينهم) * أنه في محل خفص نعتا للكافرين. وقد بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن من صفات الكافرين الذين تعرض لهم جهنم يوم القيامة أنهم كانت أعينهم في دار الدنيا في غطاء عن ذكره تعالى، وكانوا لا يستطيعون سمعا. وقد بين هذا من صفاتهم في آيات كثيرة، كقوله في تغطية أعينهم: * (وعلى أبصارهم غشاوة) *، وقوله * (وجعل على بصره غشاوة) *، وقوله: * (أفمن يعلم أنمآ أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى) *، وقوله: * (وما يستوى الا عمى والبصير) *، والآيات بمثل ذلك كثيرة جدا. وقال في عدم استطاعتهم السمع: * (أولائك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) *، وقال: * (إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفىءاذانهم