نتائجه السيئة، وعواقبه الوخيمة، ويفهم من مفهوم المخالفة في الآية: أن المتواضع لله جل وعلا يرفعه الله.
وقد أشار تعالى إلى مكانة المتواضعين له عنده في مواضع أخر كقوله: * (وعباد الرحمان الذين يمشون على الا رض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) *، وقوله: * (تلك الدار الا خرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الا رض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) * وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنه أوحي إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد)، وقد قال الشاعر: أنه قال: (إنه أوحي إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد)، وقد قال الشاعر:
* تواضع تكن كالبدر تبصر وجهه * على صفحات الماء وهو رفيع * * ولا تك كالدخان يعلو بنفسه * إلى صفحات الجو وهو وضيع * وقال أبو الطيب المتنبي: وقال أبو الطيب المتنبي:
* ولو لم يعل إلا ذو محل * تعالى الجيش وانحط القتام * قال أنظرنى إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين) *.
لم يبين هنا في سورة الأعراف الغاية التي أنظره إليها، وقد ذكرها في (الحجر) و (ص) مبينا أن غاية ذلك الإنظار هو يوم الوقت المعلوم. لقوله: في سورة (الحجر) و (ص) * (فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم) * فقد طلب الشيطان الإنظار إلى يوم البعث، وقد أعطاه الله الإنظار إلى يوم الوقت المعلوم.
وأكثر العلماء يقولون: المراد به وقت النفخة الأولى، والعلم عند الله تعالى.
قوله تعالى: * (ولا تجد أكثرهم شاكرين) *. هذا الذي ذكر إبليس أنه سيوقع بين آدم فيه قاله ظنا منه أنهم سيطيعونه فيما يدعوهم إليه حتى يهلكهم، وقد بين تعالى في سورة (سبأ) أن ظنه هذا صدق فيهم بقوله * (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه) *. كما تقدمت الإشارة إليه.
قوله تعالى: * (قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين) *.
بين في هذه الآية الكريمة أنه قال لإبليس: أخرج منها في حال كونك مذءوما مدحورا. والمذءوم: المعيب أو الممقوت، والمدحور: المبعد عن الرحمة، المطرود، وأنه أوعده بملء جهنم منه، وممن تبعه. وأوضح هذا المعنى في آيات أخر كقوله تعالى: * (قال فالحق والحق